مسرحية الحديدة والتغيير الحتمي لكل هذا العبث

الأحد 12 مايو 2019 22:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

أي عبث هذا الذي تفرضه مليشيا الحوثي الانقلابية على الأزمة التي دخلت في عامها الخامس، أي أخطاء تصر الحكومة على أخطائها، أي صمت مريب يُخيِّم على المجتمع الدولي". 

أثبتت مليشيا الحوثي زيف إدعاءاتها حول الجنوح نحو السلام، ففي الوقت الذي علّق فيه كثيرون بعضاً من الآمال عقب الإعلان عن انسحاب المليشيات من موانئ الحديدة، إلا أنّها استبدلت عناصرها المدنيين بآخرين برداء عسكري.

حمل هذا المشهد الكثير من الدلالات، لعل أبرزها وأهمها مدى الاستهتار الحوثي والعبث الذي تحمله المليشيات وتحديها لكل الأعراف والمواثيق والاتفاقات وجنوحها بعيداً عن طريق المليشيات.

أثبت الحوثيون بهذا المشهد الهزلي مدى استهتار المجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة، التي حاولت على ما يبدو فقط إنقاذ مهمة المبعوث الأممي مارتن جريفيث بعدما سيطر الفشل على كل جهوده التي قال إنّها تستهدف الوقوف على أرضية نحو خطوة أولى للسلام.

وينظر إلى المبعوث مارتن جريفيث، بأنّه بات شريكاً في مسرحية الحوثيين في مدينة الحديدة، فالجنرال الأممي يحتاج إلى نصر حتى وإن كان شكلياً يمكنه استخدامه كإنجاز في جلسة الاستماع الخاصة باليمن في مجلس الأمن الدولي التي ستعقد خلال الأيام المقبلة.

التطورات الراهنة تجدّد ما سبق أن ترسّخ في عقول الكثيرين وهو أنّ المليشيات الحوثية لن تعمل من أجل السلام مطلقاً، وهو ما يعني في الوقت نفسه أنّ الوفد  الحكومي المشارِك في المفاوضات عليه التوقُّف فوراً عن حجم التنازلات الهائلة التي يقدمها لصالح الحوثيون.

التحالف العربي هو الآخر عليه إدراك أنّ المرحلة المقبلة تستلزم حسماً عسكرياً، ولا يجب أن يعلق آمالاً على نجاح التوجهات نحو الحل السياسي لا سيّما في ظل التعنُّت الحوثي الذي فاق كل الحدود.

أمّا المجتمع الدولي فعليه الضغط بشكل جدي على المليشيات لا سيّما بالتضييق العسكري بقدر الإمكان على الانقلابيين، بالنحو الذي يدحرهم ويُوقِف العبث العسكري الناجم عن الحرب الحوثية سيئة السمعة.