جرائم قطر باليمن.. من تمويل الإرهاب إلى سرقة اللوحات الفنية
بعد أيام قليلة من كشف قناة مباشر قطر عن الدور الإرهابي والتخريبي لنظام الحمدين باليمن، أتهم فنان تشكيلي يمني معروف الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بالاستيلاء على لوحات تشكيلية لفنانين من اليمن، وهو ما يبرهن على الدور القذر الذي تلعبه قطر للسيطرة على مقدرات الشعب اليمني، بل والمشاركة في قتله وتشريده عبر دعم مليشيا الحوثي الانقلابية.
وأوضح الفنان التشكيلي اليمني ردفان المحمدي في بيان نشره بموقع فيسبوك أن العام 2010 شهد نقل 33 لوحة، لترشيح 18 فنانًا وفنانة تشكيليين من أعضاء ”بيت الفن“ في تعز، بغرض إقامة معرض لفنانين يمنيين في قطر، لكن لم يتم إرجاع اللوحات أبدًا منذ ذلك الحين.
وأشار الفنان التشكيلي وهو مدير سابق لبيت الفن، إلى أنه تواصل بشكل شخصي مع رئيس ”الجمعية القطرية للفنون التشكيلية“، يوسف السادة، بهدف إرجاع اللوحات في نهاية العام 2018، لكن رده كان صادمًا وقال“إنه لا يعرف عن لوحاتنا شيئًا“.
وسرد المحمدي قصة ما جرى بالتفصيل قائلا: "أقيم المعرض بالفعل بمناسبة الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 بعد أن تم تحديده في نهاية سبتمبر حينها اتفقنا أن يسافر أربعة فنانين ليمثلوا الجميع، وبالفعل سافرت أنا بالإضافة الى ثلاثة فنانين آخرين، وتم المعرض على أكمل وجه وبحضور مميز بوجود السفير اليمني الراحل عبدالملك سعيد ورئيس رابطة رجال الأعمال الأمير فيصل، وعدد كبير من الحاضرين".
وأضاف، "بعد خمسة أيام رجعنا إلى اليمن حسب البرنامج المطروح لنا من قبلهم، والذي نص على أن يستمر المعرض عشرة أيام في مقر الجمعية الكائن في الحي الثقافي كتارا وبعدها سيتم إعادة اللوحات عبر طيران اليمنية والتي كانت الناقل الرسمي لفناني اليمن في المعرض".
ومضى "بعد عودتنا لليمن قمت بإعداد برنامج المعرض للقطريين في اليمن حسب الاتفاق المسبق ورفعته لوزير الثقافة حيث وجه الوزير بالموافقة على الفعالية وأن تتم في بيت الفن تعز، تحت إشراف الفنان حكيم العاقل، والذي كان يشغل وقتها منصب مستشار الوزير للفنون التشكيلية وبيوت الفن، فطمع الأخير بأن يكون المعرض في صنعاء وتحت إشرافه الكلي وأن لا يكون لبيت الفن أو لي علاقة بالأمر، وبحسب إفادته أن إقامته في صنعاء سيكون أفضل من تعز".
وفال المحمدي، "لم أعترض على الأمر كثيرا، كان اهتمامي الأكبر هو مصداقيتنا مع فناني قطر وأن يقام المعرض الموعود به، وعليه تواصل مع رئيس الجمعية السابق لاستكمال اجراءات المعرض إذ قام الأخير بإرسال لوحات القطريين الى صنعاء، وتسلمها حكيم العاقل؛ إلا أن المعرض لم يقم بسبب أحداث 2011، فقرر حكيم تأجيل المعرض لحين الانتهاء من الأزمة".
ويتابع المحمدي "في العام 2013 حصلت تغيرات إدارية في الجمعية القطرية، فقمنا بالتواصل مع رئيس الجمعية الجديد لنسأله عن لوحاتنا في الحقيقة لم يعطنا أي جواب بخصوص إعادة الاعمال سوى كلمة سنرى في ذلك أو خير إن شاء الله".
وقال "ثم بعد ذلك لم يرد على رسائلنا على الفيس، اقترحنا على وزارة الثقافة في عام 2013 بعد الاستقرار في اليمن أن تقيم المعرض الذي تم الوعد به ولكي نستعيد لوحاتنا ونفي بوعدنا فلم يكن هناك أي تفاعل من قبل الوزير الجديد".
ويسرد المحمدي قصته بالقول، "في العام 2014 بدأت الحرب في اليمن فقلت سنرى في أمر لوحاتنا لحين الانتهاء من الحرب؛ لكن الحرب طالت وصبرنا نفد، وبسبب ضغط الفنانين لاستعادة اللوحات بالإضافة الى التساؤلات حول مصير لوحاتهم والتجاهل الكبير من قبل الجمعية قمت بالتواصل في نهاية 2018 مع يوسف السادة عبر الواتساب، وكان الأحرى أن يرد علينا بشكل مهذب وأن يطمأننا على اللوحات حتى استطيع الرد على تساؤلات الفنانين، لكن قوبلت رسالتي بحظر رقمي".
وأشار إلى أنه حاول مرات متكررة من أجل الوصول إلى تلك اللوحات غير أن جميع المحاولات باءت بالفشل ليقرر فضح الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي لعل أحد يتحرك لإنقاذ التراث الثقافي اليمني من تلك الجريمة.
وقبل أيام فضحت قناة مباشر قطر، الدور الإرهابي للدوحة في اليمن، مشيرة إلى أنها تقدم دعماً هائلاً لجماعات التخريب فى اليمن على المستوى المالى واللوجيستي، ما يمنح هذه المليشيات قدرات أكبر على مواصلة القتال، فضلاً عن استنزاف ثروات اليمن السعيد الذى اكتسى حزنًا منذ سيطرت هذه الجماعات الإرهابية على بعض مُدن البلاد.
وأضافت القناة أنّ تنظيم الحمدين يدعم المليشيات التخريبية في اليمن التي تستهدف المدنيين وتدمر البنية التحتية في البلاد، في الوقت الذي يعمل فيه التحالف العربى على إنقاذ اليمن من ويلات الحرب والدمار.
الدعم الذي تقدمه قطر للتنظيمات الإرهابية ليس بالأمر الجديد، حيث أعلنت الدوحة كثيراً عن دفع رواتب شهرية للتنظيمات المسلحة منذ بداية ما سمي بالربيع العربي، بالإضافة إلى تسهيل تهريب السلاح والدعم اللوجستي وتوفير التغطية الإعلامية للإرهاب.
أحد أبرز مظاهر دعم قطر للإرهابيين هى تسجيلات الفيديو والصوت التي كانت تذاع حصريا من شاشة "الجزيرة" لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، وأيمن الظواهري زعيم تنظيم حالياً، وهو ما كان يطرح السؤال عن كيفية وصول هذه التسجيلات للجزيرة حصرياً.
ومن بين أشكال دعم قطر للإرهابيين، استضافة وإيواء عناصر الإخوان والتنظيمات الإرهابية في الدوحة ودعم للحوثيين في اليمن، والبداية كانت فى عام 2016 عندما توسطت قطر بين إيران وتنظيم جبهة النصرة الذي أصبح يعرف فيما بعد ذلك بهيئة تحرير الشام، وترددت أنباء عن تفاصيل لقاءات وجولات متعددة للتفاوض بينهم في الدوحة.
وعندما أعلنت الدول العربية مقاطعة قطر، كان المنفذ الوحيد لها هو إيران، واستطاعت عن طريق طهران أن ترسل الدعم والمساعدات والسلاح للمليشيات الحوثية المدعومة من ايران في اليمن، ما تسبب في اشتعال الصراع وتقوية التنظيم الحوثي.
وكثيراً ما كشف النقاب عن تسريبات فضحت دعم الدوحة للميلشيات الإرهابية في اليمن مثل الإخوان والحوثيين، وسبق أن نشر حساب "قطريليكس" التابع للمعارضة القطرية، 900 وثيقة، رصدت أوجه الدعم التي قدمتها قطر للمليشيات الانقلابية من أجل السيطرة على صنعاء.