بفعل العقوبات الأمريكية.. آثار الاختناق الإيراني تظهر في اليمن

الاثنين 13 مايو 2019 22:47:27
testus -US
كثفت الولايات المتحدة الأمريكية من عقوباتها الاقتصادية بحق إيران، بعد أن طالت اليوم الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس بعد النفط بما قد يقود إلى شلّ تعاملاتها الاقتصادية مع الخارج ومنعها من أي دخل من العملة الصعبة، وهو أمر ظهرت تجلياته واضحة في اليمن، وذلك بعد أن ذهبت المليشيا المدعومة من إيران لاتخاذ جملة من الإجراءات التي تعوض نقص التمويل الإيراني وكان آخرها زيادة الضرائب بنسبة 100%.
وأقرت مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، رفع نسبة الرسوم الضريبية على التجار والمواطنين بما يعادل 100%.، كما رفعت قيمة التعريفة الجمركية، وفرضت ضرائب غير قانونية على التجار والشركات الخاصة ومالكي محطات الوقود، في إطار حملتها المسعورة لنهب أموال اليمنيين.
وخلال الأشهر الأخيرة قامت المليشيات باستحداث منافذ جمركية جديدة في مداخل المدن الخاضعة لسيطرتها، بهدف فرض رسوم مزدوجة على البضائع والسلع التجارية على الرغم من دفعها مسبقا في المنافذ الرئيسية البرية والبحرية والجوية؛ الأمر الذي يتسبب برفع قيمتها النهائية.
الرسوم الجمركية التي تفرضها مليشيات الحوثي لم تقتصر على البضائع الخاصة بالتجار فقط، لكنها طالت شاحنات الإغاثة والمساعدات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي أيضا.
وكذلك فإن مليشيا الحوثي أقرّت، خلال الأيام الماضية، إجراءات جديدة لنهب أموال المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من خلال رفع نسبة الواجبات الزكوية مستغلة دخول شهر رمضان المبارك.
وأصدرت المليشيات تعميماً رفعوا بموجبه زكاة الفطر من 300 إلى 500 ريال، على الفرد ضمن حملتهم المستمرة لجباية المزيد من الأموال لتمويل حروبهم.
وبحسب التعميم، ألزم الحوثيون كافة المكاتب التنفيذية الحكومية وشركات القطاع العام والمختلط في صنعاء، وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها، على خصم زكاة الفطر على الموظفين ومن يعولون من الراتب الذي يتم صرفه خلال أو نهاية شهر رمضان، بالرغم من أن رواتب الموظفين متوقفة منذ أكثر من ثلاث سنوات وتكتفي سلطة الأمر الواقع التابعة للحوثيين، بصرف نصف راتب كل ستة أشهر.
كما أمر الحوثيون المختصون في مكاتب هيئة الزكاة، التي استحدثوها مؤخراً، بسرعة تحديد أسماء المكلفين لزكاة الفطر لجميع الموظفين في جميع المكاتب التنفيذية والقطاع العام وتحديد العدد المكلف ومن يعولون من أجل تكوين قاعدة بيانات خاصة بالموظفين المكلفين بدفع زكاة الفطر للاحتفاظ بها لمراجعتها سنوياً من أجل خصم الزكاة المستحقة للمليشيات.
وحذَّر الحوثيون جميع الأمناء والمسؤولين في حارات وأحياء صنعاء، وجميع المناطق الواقعة تحت سيطرتهم من أي تأخير في تحصيل الزكاة، كما حذرتهم من تسليمها لغير قيادات المليشيات.
التعديلات التي أجرتها مليشيا الحوثي غيَّرت شريحة كبار المكلفين والذين يبلغ حجم استيرادهم ومبيعاتهم 200 مليون ريال في القانون السابق إلى 100 مليون في قانونهم الجديد، وهو ما سيضاعف عدد شريحة كبار المكلفين إلى 20 ضعفاً.
وكذلك كثّفت مليشيا الحوثي في الأيام الأخيرة من حملاتها لملاحقة واختطاف البساطين والباعة المتجولين وأصحاب المتاجر في صنعاء، وتحديداً في شارعي 20 وهائل وسوق السنينة بمديرية معين.
مصادر مطلعة قالت إنّ عناصر من الحوثيين أقبلوا على متن عربات مسلحة وبرفقة جرافة وشاحنتي نقل، واعتدوا على مالكي البسطات وباعة متجولين وخطفوا عدداً منهم ودمروا عدداً من المحال بالجرافة.
وتأتي القرارات الحوثية في وقت وسعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية من دائرة القطاعات التي تشملها قائمة العقوبات على إيران، لتطال الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس بعد النفط بما قد يقود إلى شلّ تعاملاتها الاقتصادية مع الخارج ومنعها من أي دخل من العملة الصعبة.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات ضد “صناعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس الإيرانية” لتشديد الضغط على النظام وهدد باتخاذ إجراءات جديدة إذا لم “تغير طهران جذريا سلوكها”.
وأثار التحذير الأميركي بشأن إجراءات جديدة مخاوف من أن يتم توسيع قائمة العقوبات لتشمل قطاعات أخرى ذات مردودية عالية مثل الفستق والسجاد، وأن عقوبات النفط التي نجحت واشنطن في إدارتها وإنهاء الاستثناءات بشأنها قد تكون مجرد بداية لحصار واسع يجبر إيران على مراجعة جذرية لسياساتها المهددة لأمن المنطقة، فضلا عن تهديد مسار سفن النفط العابرة لمضيق هرمز.
وأعلن البيت الأبيض، في بيان الأربعاء الماضي، فرض عقوبات على كافة التعاملات التجارية في قطاعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس التي تعتبر ثاني أكبر الصادرات الإيرانية بعد النفط الذي تسعى الولايات المتحدة إلى فرض حظر تام على تصديره.
وقال ترامب إن العقوبات الجديدة “تستهدف عائدات إيران من صادرات المعادن الصناعية، التي تشكل 10 بالمئة من مجمل صادراتها وتشكل إشعارا للدول الأخرى بأنه لن يتم التسامح مع دخول الصلب ومعادن إيرانية أخرى إلى موانئها”.