تسخين الجبهات.. هل يرد التحالف على هجمات النفط ؟
أحدثت الهجمات الإرهابية التي تفوح منها رائحة إيرانية واستهدفت مجال النفط في الخليج وتحديداً في الإمارات والسعودية العديد من التغيرات على المشهد الراهن على الصعيدين السياسي وخاصة العسكري.
التهديدات الإيرانية المتواصلة لفَّت حبل التورط الإجرامي جول رقبة طهران، رغم أنها تنفي دعمها لمليشيا الحوثي الانقلابية، وهو نفى يثير السخرية أكثر ما يفضي إلى الغضب.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه إدارة الرئيس الأمريكي اعتمادها سياسة تصغير النفط الإيراني فإنّ "الأخيرة" حاولت على ما يبدو الرد، وفي مجال النفط تحديداً، مستهدفةً أربع سفن تجارية في المياه الإقليمية الإماراتية وصولاً إلى السعودية وفي قلب عاصمتها الرياض، بشن هجمات بطائرات درون مفخخة من دون طيار على محطتي لضخ النفط تابعتين لشركة أرامكو العملاقة.
ما يجري على الأرض يمثل انتقالاً حوثياً من سياسة التهديد إلى التنفيذ، واستهدافها لمياه الإمارات ووصولها إلى قلب السعودية يعكس تغيُّراً كبيراً في مسار الحرب القائمة منذ صيف 2014.
هذه التحولات أثارت تساؤلات عما يمكن أن يُقدِم عليه التحالف العربي، ولعل النقطة الأبرز في هذا السياق تتعلق بإمكانية تسخين الجبهات لاستئصال ذلك السرطان الحوثي من منبعه، ووأد شروره.
ويمكن إرجاع عدم الحسم العسكري في الفترة الأخيرة إلى رغبة التحالف في إتاحة المجال أمام حلحلة سياسية، ويتمثّل ذلك في اتفاق السويد الموقع في ديسمبر الماضي، وقد تفسر رغبة التحالف تلك في الحرص على تقليل معاناة المدنيين بأكبر قدر ممكن.
إلا أنه مع بلوغ التهديدات الحوثية حيز التنفيذ وانتهاكها لحرمة المياه الإماراتية والأراضي السعودية بات من اللازم حسماً عسكرياً في أقرب وقت ممكن.
هذا الحسم العسكري ربما لن يتحقق إلا بتسخين الجبهات وتكثيف الضغط على المليشيات الحوثية من مختلف الجبهات.