هجمات النفط.. إرهاب إيران واستراتيجية استئصال السرطان الحوثي
رأي المشهد العربي
لا يقتصر الاعتداء على مضختي النفط السعوديتين على كونه هجوماً من مليشيات لا تعرف إلا لغة القتل والإرهاب، بل يستدعي إعادة قراءة كاملة لتفاصيل المشهد.
المليشيات الحوثية التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي، انتقلت من مرحلة التهديد إلى التنفيذ باستهداف المناطق الحيوية التي تضرب استقرار وأمن المنطقة، وهو ما يعني أنّ العبث الحوثي قد تخطّى كل الحدود.
ردّت دولة الإمارات العربية المتحدة، سريعاً على التورُّط الحوثي، حيث أدانت هذا الهجوم الإرهابي، معتبرة أنه دليل على التوجهات الحوثية العدائية والإرهابية.
وذكر بيانٌ إماراتي رسمي أنّ "هذا العمل الإرهابي والتخريبي دليلٌ جديدٌ على التوجهات الحوثية العدائية والإرهابية والسعي إلى تقويض الأمن والاستقرار"، وشدّدت على "دعمها كافة الإجراءات في مواجهة التطرف والإرهاب ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه (السعودية) من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها".
تزامن الهجوم على مضختي الرياض مع استهداف السفن الأربعة قبالة سواحل الإمارات يكشف على ما يبدو استراتيجية بدأت تتضح ملامحها في المرحلة الراهنة، وهي استخدام إيران لوكلائها من أجل استهداف إمداءات النفط وهو أمرٌ مرتبط بتهديداتها للرد على العقوبات الأمريكية الخاصة بتصفير النفط الإيراني.
هذه التطورات تفرض تغييرات إلزامية في تعاطي مختلف الأطراف مع إيران وأذرعها، سواء التحالف العربي أو المجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة.
يتوجب كذلك على الولايات المتحدة التي لطالما حذّرت بأنّها لن تسمح بمس أمن واستقرار حلفائها في منطقة الشرق الأوسط، أن تتحوّل هذه الاستراتيجية إلى إجراءات على أرض الواقع، تقوم على تكثيف سبل الدعم للتحالف العربي سواء سياسياً أو عسكرياً.
وكثيراً ما قلّلت طهران من التهديدات الأمريكية واعتبرتها مجرد بالون اختبار، وبالتالي بات مطلوباً أن يصبح هذا البالون صاروخاً مدمراً للوجود الحوثي بشكل حاسم.