32 تصريحاً من الجلسة اليمنية في مجلس الأمن.. جريفيث يشكر الحوثي
من جديد، حطّت المأساة اليمنية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية على طاولة مجلس الأمن، في جلسةٍ تنضم إلى سلسلة مطولة من جلسات شبيهة لم تثمر ولم تغنِ من جوع.
في جلسة اليوم الأربعاء، عبّر مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث عن تفاؤله لآخر التطورات على الأرض وتحديداً اتفاق إعادة الانتشار أحادي الجانب في ميناء الحديدة، متحدثاً عما أسماها "إعادة انتشار" مليشيا الحوثي من الموانئ الثلاثة (الحُديدة والصليف ورأس عيسى) وتولي خفر السواحل مسؤولية الأمن فيها.
وبينما شكر جريفيث الحكومة على الالتزام بتنفيذ اتفاق استوكهولم، أثار المبعوث الأممي كثيراً من الجدل عندما شكر زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي على الأمر نفسه.
وقال المسؤول الأممي إنّه يتمنى أن تلتزم الأطراف المختلفة بالخطوات، وأكد أنّ رئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسجارد يعمل على مناقشة الخطوات القادمة بما فيها قضايا إعادة الانتشار والقوات الأمنية المحلية.
وعبّر جريفيث عن مخاوفه من استمرار القتال بل تفاقمه في مناطق أخرى وليس فقط في الحديدة، وأشار إلى أنّ حلاً شاملاً للوضع في اليمن لن يكون ممكناً إلا باستمرار وعودة المحادثات والتوصل إلى حل سياسي، وأكّد أهمية إشراك النساء في المحادثات وبشكل فعال.
أمّا مارك لوكوك مبعوث الأمين العام للشؤون الإنسانية، فأكّد أنّ الوضع الإنساني ما زال حرجاً جداً حيث يهدد خطر المجاعة الملايين، مبيناً أن هناك عشرة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات ملحة للعيش.
وأكّد أنّ قرابة 300 ألف يمني مشتبه بإصابتهم بالكوليرا منذ بداية العام الحالي لوحده، مشيراً إلى أنّ هذه الأرقام مقلقة وبخاصةً أنّه مقارنة بالعام الماضي سجلت 370 ألف حالة مشتبه بها خلال العام كله.
وذكر المبعوث الأممي أنَّ المدنيين اليمنيين في الغالب يموتون في بيوتهم بسبب الحرب، متحدثاً عن التحديات التي تواجهها الأمم المتحدة في توزيع المساعدات، لافتاً إلى أنّ الأمم المتحدة تمكنت أخيراً من الدخول إلى مطاحن البحر الأحمر من أجل إخراج الحبوب المخزونة هناك.
وحذر مجدداً من خطر كارثة بيئية وإنسانية بسبب ناقلة النفط "صافر" المتواجدة قرابة سواحل الحديدة على البحر الأحمر، والتي لم تشهد أي صيانة منذ عام 2015، وأكد خطر احتمال انفجارها، فضلاً عن خطر تسرب النفط إلى البحر حيث تحمل الناقلة 1.1 مليون برميل من النفط.
وأفاد لوكوك بأنّ الأمم المتحدة وعلى الرغم من تلك الصعوبات تصل إلى ملايين اليمنيين شهرياً وتمكَّنت من منع انتشار المجاعة في مناطق واسعة، لكنّه حذّر في الوقت ذاته أن هذا "التحسن" مهدد بخطر إذا لم تصل الأموال التي تحتاجها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، حيث تم حتى الآن تمويل فقط 20% مما تحتاجه الأمم المتحدة.
وقالت فور إنّه منذ اندلاع الحرب (الحوثية) قبل أربع سنوات قتل وجرح على الأقل 7300 طفل، مشيرةً إلى أن هذه الأرقام هي فقط تلك التي تم التأكد منها ولكن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.
ولفتت إلى وجود 30 منطقة تصنف على أنها مناطق قتال فعالة، ويعيش فيها قرابة 1,2 مليون طفل، ويموت كل عشر دقائق طفل يمني لأسباب كان يمكن الوقاية منها كنقص الغذاء.
وأكَّدت وجود 360 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، منوهة بأنّ نصف أطفال اليمن دون الخامسة، 2,5 مليون طفل يعانون من التقزم، وتحدثت عن تفشّي أمراض كالكوليرا على الرغم من عمل الأمم المتحدة على تطعيم الملايين في اليمن، مع وفاة أكثر من ثلاثة آلاف منذ عام 2017 نتيجة الإصابة بمرض الكوليرا.