جريفيث و شكر الحوثي.. المهمة المريبة للأمم المتحدة
الخميس 16 مايو 2019 20:22:49
من جديد، أثارت الأمم المتحدة كثيراً من الريبة، ومزيداً من الانحناء أمام مليشيا الحوثي الانقلابية، لتفرض تساؤلات عن مهامها المفترضة وبين ما تفعله على الأرض.
مساء أمس الأربعاء، عقد مجلس الأمن جلسة اعتاد عليها تناولت أزمة اليمن الذي يعيش مأساة إنسانية فادحة صنعتها الحرب العبثية للمليشيات الحوثية.
في كلمته أمام المجلس، واصل المبعوث الأممي مارتن جريفيث إغلاق عينيه وغض بصره عن الحقيقة، حيث لم يدن الخروقات الحوثية المتواصلة لاتفاق السويد، بل شكر قائد المليشيات عبد الملك الحوثي، دون أن يفهم ملايين الناس على ماذا يشكره، هل على جرائم الحرب المستمرة، هل على إنهاك المدنيين بأزمة إنسانية لا نظير لها، هل على تغييب أي أفق للحل السياسي، أسئلةٌ ربما لن تجد إجابات.
الأمم المتحدة متهمة بالتغاضي عن جرائم الحوثيين، وحتى إن وجدت نفسها في بعض الأحيان مضطرة لإعلان جانب من هذه الحقيقة إلا أن هذا لم يكن كافياً لردع المليشيات.
كما لم تتخذ الأمم المتحدة أي إجراءات من شأنها الضغط على الحوثيين لتوقف كل هذا العبث، لا سيما ما يتعلق بنهب المليشيات للمساعدات الإنسانية، وهو أكثر ما يتعلق بحياة الناس بشكل مباشر، لا سيما القاطنين في مناطق سيطرة الحوثي.
"لماذا تتعامل الأمم المتحدة هكذا".. لعله السؤال الأكثر إلحاحاً ويبحث الملايين عن إجابة له، لا سيما بعدما قدم جريفيث الشكر لعبدالملك الحوثي تحت زعم انسحاب المليشيات من الموانئ، وهي مسرحية أثارت سخريةً أكثر ما قادت إلى تشاؤم.
الإجابة على هذا السؤال المُلِّح تُفهم في سياق النظر إلى أجندة الأمم المتحدة في اليمن، التي يبدو أنها ترمي أولاً وأخيراً إلى إعلان نجاح مهمة جريفيث، حتى وإن كان هذا الإعلان قائماً على فشل ذريع سنح المجال أمام تمدد حوثي مروع ووضع إنساني فادح.