التحالف وقطع الذراع الحوثية.. ماذا تعرف عن جبل عطان؟
الخميس 16 مايو 2019 22:53:01
تكشف المعطيات السياسية والعسكرية في تطورات الأزمة اليمنية أنّ التحالف العربي فهم الدرس هذه المرة، وأدركت ضرورة حسم المواجهة وقطع الأذرع الإيرانية وتكثيف الضغط على مليشيا الحوثي الانقلابية.
الأيام الماضية شهدت توسعاً في الهجمات الإرهابية من قبل الحوثيين سواء استهداف محطتي ضخ النفط في العاصمة السعودية الرياض أو الهجوم على السفن التجارية في المياه الإقليمية الإماراتية، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات عن رد فعل حاسم للتحالف على الأرض.
التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، أعلن اليوم الخميس، بدء عملية استهداف نوعية لأهداف عسكرية تابعة لمليشيا الحوثي في صنعاء.
وفيما طالت الغارات مستودعات ومخازن أسلحة ومواقع للانقلابيين بجبل عطان بصنعاء، فقد أوضحت قيادة التحالف أن العملية تستهدف تحييد قدرات الميليشيات عن تنفيذ الأعمال العدائية.
ودعت "القيادة"، المدنيين إلى عدم الاقتراب من المواقع المستهدفة، وأكدت في الوقت نفسه اتخاذ جميع الإجراءات لحماية المدنيين.
وأكد التحالف استمرار جهوده ضد التنظيمات الإرهابية لحفظ الأمن الإقليمي والدولي، موضحًا أن العملية تتوافق مع القانون الدولي.
في سياق متصل، كشفت وسائل إعلام سعودية أنّ العمليات تستهدف مواقع قرب مطار صنعاء الدولي، بعدما حولتها المليشيات الحوثية لثكنات عسكرية.
وقالت مصادر مطلعة إنّ عدداً من المواقع في محيط المطار يتحصن بها خبراء إيرانيون، يؤدون مهاماً استشارية لصالح مليشيا الحوثي، تتعلق بتوجيه الصواريخ، وإطلاق الطائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات إرهابية بدول الجوار.
ويحظى جبل عطان جنوب غرب صنعاء، بأهمية استراتيجية كبيرة لدى مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران؛ لوجود مقر قيادة ألوية الصواريخ، ولاحتوائه على مخازن وقواعد صواريخ باليستية.
ونظرًا لأهميته الاستراتيجية، واعتماد الليشيات الحوثية عليه في كل ما يتعلق بالتسليح والهجمات الصاروخية، بادرت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، اليوم الخميس، إلى محاولة تهديم أجزاء من الجبل، على أمل كشف وتدمير مخازن الصواريخ، وكثيرٌ من الخبراء أشاروا إلى أنّ بعض الصواريخ الحوثية مخزنة في باطن الجبل.
واشتهر جبل عطان بأنه أصبح حقلاً لتجربة كافة أنواع الأسلحة من قبل قوات التحالف، على أمل كشف وتدمير مخازن الصواريخ في أنفاق سرية في الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 2800 متر عن سطح البحر، وتم بناء عشرات الأنفاق السرية إبان حكم الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله لتخزين الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية.
وتستهدف مقاتلات التحالف مئات الصواريخ الباليستية التي لا تزال محصنة دخل الجبل، مستخدمةً قنابل لاختراق التحصينات من أجل تدمير مخازن الأسلحة والصواريخ الحوثية، لا سيَّما الأسلحة السطحية، كما كان يوجد فيها منظومة صواريخ "سام" التابعة للدفاع الجوي اليمني، قبل استيلاء الحوثيين عليه.
وتولت شركة صينية في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، بناء الأنفاق السرية المخصصة لتخزين الصواريخ الباليستية، قبل أن تلغي وزارة الدفاع اليمنية حينها، عقد العمل مع الجهات الصينية في التسعينيات وتسلم ملف حفر وبناء أنفاق كبيرة بمواصفات خاصة إلى شركة روسية.
ويوجد في جبل عطان عشرات الأنفاق السرية، ويعتبر الجبل جزءًا من جبل عيبان الواقع بدوره ضمن سلسلة جبلية متصاعدة، أرفعها جبل النبي شعيب أعلى قمة في الجزيرة العربية. وقبل الحرب الأخيرة، لم يكن الجبل المطل على شارع الستين، مشهورًا لدى عامة المواطنين، إلا بأن فيه مقر قيادة الصواريخ، ويشتهر كذلك بوجود منتجع سياحي ومناطق سكنية في الجهة المطلة على العاصمة، فضلًا عن وجود مشروع قطري في مدينة لم يكتمل بناؤها، تتكون من عدد من المباني، تُعرف بـتلال الريان وتقع في إحدى تباب الجبل.