الحوثيون وإهانة العالم.. عن جرس الإنذار الذي دقّته هجمات النفط
الجمعة 17 مايو 2019 23:15:04
تواصلت ردود الأفعال الدولية الغاضبة من الهجوم الإرهابي الذي شنّته مليشيا الحوثي الانقلابية على محطتي لضخ النفط في العاصمة السعودية الرياض، ما شكّل جرس إنذار يتوجّب أن يبلغ صداه العالم أجمع.
خبراء فرنسيون أكّدوا أن العمل الإرهابي التخريبي، ما يكشف عدائية مليشيا الحوثي وقوى الشر في المنطقة الداعمة لها، ويؤكد للمجتمع الدولي أن المنطقة باتت في خطر، وصرحوا لصحيفة البيان بأنّ الخطر يُهدّد المجتمع الدولي والمصالح الإقليمية والدولية والممر الملاحي، وحركة التجارة العالمية.
أستاذ العلوم السياسية بمعهد باريس للدراسات السياسية، عضو لجنة الشؤون الخارجية بحزب الجمهوريين نيكولا ديدييه قال إنّ الحادث الإرهابي الذي استهدف محطتي ضخ لخط الأنابيب النفطية في المملكة العربية السعودية، ليس مجرد حادث عابر، يمكن تجاهله أو اعتباره حادثاً يستهدف المملكة العربية السعودية فقط، إنما هو جرس إنذار للمجتمع الدولي ككل، يجب أن يتم التعامل معه بحرص، ووفق حجم الخطر.
وأرجع ذلك إلى أنّه يمس المصالح العربية والغربية، ويخص حلفاء للغرب في مواجهة عصابات إرهابية هدفها تعطيل الممر الملاحي الدولي.
ويمثل هذا الهجوم أيضاً ضرباً لمراكز إمداد النفط لأغلب دول العالم، وتحويل الخليج العربي لبؤرة صراع، كما تتمادى هذه العصابات الإرهابية الإجرامية، في التلاعب بأمن وأمان واستقرار المنطقة، وكذلك مصالح المجتمع الدولي، لمصالح شخصية، وللتحايل على العقوبات الأمريكية، بحسب ديدييه الذي أشار إلى أنّه على المجتمع الدولي وقوى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، التحرك للتصدي لهذا التخريب المتعمد، والاستهداف المخيف لمصالح الغرب، بل وأغلب دول العالم.
في سياق متصل، أوضح الباحث بمركز "لي سكريت" للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس فرنسوا سنايدر أنّ المنطقة باتت مسرحاً لعبث المليشيات المسلحة، بما يمثل إهانة للمجتمع الدولي، وقال: "معلوم أنّ مليشيا الحوثي التي دمرت اليمن، وهددت الملاحة في بحر العرب والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، لعبت بورقة وقف الملاحة الدولية، والضغط بورقة المصالح الغربية بالخليج، لانتزاع موقف سياسي لصالحها".
وأضاف: "عندما فشلت جميع المحاولات، نقلت أيادي الإرهاب والعبث إلى داخل منطقة الخليج، المنطقة الاستراتيجية الهامة جداً بالنسبة للجميع، وليس لدول الخليج فقط، هذه اللعبة تعد الورقة الأخيرة التي لجأت لها مليشيا الحوثي، بالنيابة عن إيران، أو بتحريض مباشر للضغط على أوروبا وأمريكا، لوقف العقوبات الأمريكية على إيران، ووقف التصعيد العسكري الأمريكي ضد الإرهاب الإيراني.
كما صرح مدير مركز "جوستين" للمحاماة، أستاذ القانون الدولي بجامعة سوربون ديدييه هيجواين: "استهداف ممر الملاحة العالمي أكثر من مرة، ومنشآت النفط في السعودية أو أي دولة أخرى، أمر خطير، يخالف القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق، وهي جريمة غير مقبولة، تحت أي مسمى أو مبرر، ومن ثم فإن الأمر لا يخص المملكة العربية السعودية فقط، ولا مجلس التعاون الخليجي، الأمر يخص المجتمع الدولي، والأمن والسلام العالمي ككل".
وأضاف: "أبعاد هذه القضية، تتخطى حدود الخليج، وتمس جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، هي مسألة نظام عالمي، يجب أن يُضبط بحزم، قبل أن تنفلت الأمور وتشتعل المنطقة والعالم بالكامل، وعلى الجهات المعنية في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إعادة تقييم الواقع وفق المستجدات المطروحة في المنطقة، والتعامل معها على محمل الجد، واتخاذ موقف جماعي ضد هذا العبث المخيف في منطقة الخليج".
الأيام الماضية شهدت توسعاً في الهجمات الإرهابية من قبل الحوثيين سواء استهداف محطتي ضخ النفط في العاصمة السعودية الرياض أو الهجوم على السفن التجارية في المياه الإقليمية الإماراتية.
نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان أكّد اليوم الخميس، أنّ ما تقوم مليشيا الحوثي بتنفيذه من أعمال إرهابية بأوامر عليا من إيران يضع به حبل المشنقة على الجهود السياسية الحالية.
وقال الأمير خالد بن سلمان في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ما قامت به المليشيات الحوثية المدعومة من إيران من هجوم إرهابي على محطتي الضخ التابعتين لشركة أرامكو السعودية، يؤكد على أنها ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة طهران وخدمه مشروعها التوسعي في المنطقة، لا لحماية المواطن اليمني كما يدعون".
في الوقت نفسه، صرح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير: "الحوثي يؤكد يوماً بعد يوم أنه ينفذ الأجندة الإيرانية ويبيع مقدرات الشعب اليمني، وقراراته لصالح إيران".
وأضاف: "الحوثي جزء لا يتجزأ من قوات الحرس الثوري الإيراني ويأتمرون بأوامره، وأكد ذلك استهدافه منشآت في المملكة".
تزامناً مع الضغط السياسي على الحوثيين، صعّدت المملكة الوضع العسكري على المليشيات الحوثية، عبر عملية عسكرية نوعية استهدفت القضاء على قدرات الانقلابيين.
التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، أعلن اليوم الخميس، بدء عملية استهداف نوعية لأهداف عسكرية تابعة لمليشيا الحوثي في صنعاء.
وفيما طالت الغارات مستودعات ومخازن أسلحة ومواقع للانقلابيين بجبل عطان بصنعاء، فقد أوضحت قيادة التحالف أن العملية تستهدف تحييد قدرات الميليشيات عن تنفيذ الأعمال العدائية.
ودعت "القيادة"، المدنيين إلى عدم الاقتراب من المواقع المستهدفة، وأكدت في الوقت نفسه اتخاذ جميع الإجراءات لحماية المدنيين.
وأكد التحالف استمرار جهوده ضد التنظيمات الإرهابية لحفظ الأمن الإقليمي والدولي، موضحًا أن العملية تتوافق مع القانون الدولي.