الحوثيون والفيديو المُفبرَك وصناعة القوة الوهمية
تدرك مليشيا الحوثي الانقلابية أهمية الإعلام، لا تسمح بحريته، بل تستخدمه سلاحاً لترويج الأكاذيب والإدعاءات، في محاولة منها لصناعة قوة وهمية تسعى من ورائها لحفظ مكان لها.
حدث ذلك في الفيديو المزعوم التي نشرته المليشيات قبل أيام وادعت أنّه للهجوم على مطار أبو ظبي قبل أشهر، وهو هجوم نفته السلطات الإماراتية، إلا أنّ الانقلابيين عادوا بعد نحو أشهر لنشر هذا الفيديو المزعوم، ومن هنا فاحت المؤامرة الشيطانية وتفكَّكت خيوطها وعناصر تخطيطها وتنفيذها.
مصادر إعلامية كشفت عن دور قطر في هذه المؤامرة، حيث قامت شبكة الجزيرة بإعداد هذا الفيديو، خدمةً للحوثيين، واتضحت فبركته من خلال ظهور انعكاس النار قبل الانفجار المزعوم.
واستدلّت المصادر في حديثها، بأنّ نشر الفيديو المفبرك جاء بعد مرور نحو عام على الإعلان الحوثي "الكاذب" بشأن هذا الهجوم.
ولا يمكن فصل هذا الإعلان الحوثي الكاذب عن التطوُّرات المتلاحقة في الشرق الأوسط إجمالاً في الفترة الراهنة، لا سيَّما في ظل الضغوط على إيران وأذرعها في المنطقة، ولا رأسها مليشيا الحوثي، وقد جاء هذا بعد تحديداً بعد هجمات المليشيات ضد مواقع مدنية في السعودية.
هذه الضغوط، التي لم يستبعد محللون أن تصل إلى حد اندلاع حرب في المنطقة مع إعلان الإدارة الأمريكية عن إرسال أعداد إضافية من القوات إلى الشرق الأوسط، تحاول أن تتعامل معها إيران وأذرعها بمنطق "القوة المصنطعة".
وينضم الإعلان الحوثي الكاذب عن استهداف مطار أبو ظبي ضمن هذه الخطة، حيث يبدو أنّ إيران وأذرعها تحاول إرسال رسائل تهديد "مبطنة"، تقول من ورائها إنّها قادرة على الوصول إلى قلب المدن الرئيسية في المنطقة.
ورغم أنّ مثل هذه الإعلانات الحوثية الكاذبة لا تحمل إلا محاولة فاشلة لصناعة قوة وهمية، إلا أنّ التحالف العربي مطالبٌ بحسم المعركة في أسرع وقت، مع دعم دولي على الأقل سياسياً، يعطي الحق للتحالف في القضاء على الأذرع الإيرانية التي تستخدمها طهران سلاحاً ضد الأمن، والاستقرار، بل ضد الحق في الحياة.