شراكة أممية - حوثية.. الـ20 مركبة تفضح السر المكتوم
فيما أشبه بفضيحة تعزِّز سلسلة لا تنتهي من الاتهامات التي تلاحق الأمم المتحدة حول دعم للمليشيات الحوثية، انضمت "20 مركبة" إلى حلقة الدور المثير للريبة.
الأمم المتحدة أعلنت أنها قدمت 20 مركبة لدعم جهود إزالة الألغام في محافظة الحديدة، حسبما أوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر الصفحة الرسمية لمكتبه في اليمن.
البرنامج قال إنّه سلّم 20 سيارة لشريكه المركز التنفيذي لنزع الألغام بهدف دعم الجهود المستمرة في الحديدة (إزالة الألغام).
الأمم المتحدة وهي تعلن هذا الأمر، سقطت فيما وُصف على صعيد واسع بأنّه فضيحة كبيرة، فالمركز الذي وصفته المنظمة بأنّها شريكها، وهو ما يسمى المركز التنفيذي لنزع الألغام، خاضع لسيطرة الانقلابيين الحوثيين.
ما حدث لا يقتصر على كونه صمتاً أممياً على جرائم حوثية دفع ثمنها الأخضر واليابس وراح ضحيتها آلاف الناس بين قتيل وجريح ومشرد، بل تضمَّن اعترافاً بشراكة بين الأمم المتحدة والحوثيين على قتل المدنيين على ما يبدو.
خبراء عسكريون قدَّروا أنَّ عدد الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي تتجاوز المليون لغم، في الوقت الذي لا يتوقف فيه الانقلابيون عن زرع الألغام كل يوم وتفخيخ السهول والهضاب والوديان بالألغام لإزهاق أرواح المدنيين العزل وتعريض ممتلكاتهم للخطر.
وزرعت مليشيا الحوثي مئات الآلاف من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، في الأحياء السكنية، والطرق العامة، في مختلف المناطق التي اجتاحتها، إذ تُشكِّل زراعة هذه الألغام عائقاً كبيراً أمام عودة المواطنين إلى مناطقهم المحررة، وكذا تنقلاتهم وأسرهم في حال العودة إلى ديارهم.
وكان المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" قد أعلن أنَّ الفرق الميدانية التابعة له نزعت 1329 لغماً وذخيرةً غير منفجرة خلال الأسبوع الثالث من شهر مايو الحالي، مُوزَّعةً ما بين 586 لغماً مضاداً للدبابات، و44 لغماً مضاداً للأفراد، و676 ذخيرةً غير منفجرة، و23 عبوةً ناسفة.
ونشر "مسام" عبر موقعه، أنَّ مجموع ما تمّ نزعه من الألغام منذ بداية الشهر وحتى السادس عشر من شهر مايو الحالي بلغ 8149 لغماً، وعلى مدى سنة منذ بداية المشروع استطاع نزع 71 ألفاً و868 لغماً.
السعودية نفسها كانت قد دعت مؤخراً، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته باتخاذ موقف حازم مع مليشيا، على استهدافها المناطق الحيوية المأهولة بالسكان عبر الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على مدن المملكة، الذي يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
في هذا السياق، صرح مشرف نزع الألغام في الساحل الغربي حسان الجهوري بأنَّ عدد الضحايا في الساحل الغربي وصل إلى 2500 شخص أغلبهم من الأطفال والنساء والكهول، حيث تزرع المليشيات الألغام بشكل عشوائي ولا يهمها من الذي سيتضرر.
وأضاف: "نسبة عدد الضحايا في الساحل الغربي تبلغ 60% من إجمالي عدد الضحايا في مختلف المناطق.. لم يعد زرع ميليشيا الحوثي للألغام هدفه إعاقة الجيش من التقدُّم والسيطرة على المناطق التي تفر منها بقدر ما هو الهدف الانتقام وقتل المواطنين في مساكنهم وقراهم حيث تعمدت المليشيات زرع الألغام في الحقول والمزارع والطرق والمراعي والوديان والمباني السكنية وحتى بين النخيل".