الشرعية والمعركة الخاسرة.. أسود على جريفيث نعام أمام الإصلاح
الخميس 30 مايو 2019 22:03:00
رأي المشهد العربي
لن يختلف كثيرون حول أن المهمة التي بُعِث من أجلها إلى اليمن مارتن جريفيث قد أثبتت فشلاً ذريعاً، ليس فقط على صعيد العجز عن التوصل لحل سياسي بل أيضاً الانحناء كثيراً أمام مليشيا الحوثي الانقلابية.
لكن سؤالاً يلوحُ في الأفق، وتحلق في ظلاله أسرابٌ من التفاصيل، هل الهجوم العاصف الموجه من قبل الحكومة إلى المبعوث الأممي في مكانه المنطقي.
تجيب التطورات على الأرض بأنّ الحكومة الشرعية التي استأسدت على جريفيث (وقد تكون محقة فيما مضت إليه) في اتهامها للدبلوماسي البريطاني بمحاباة الحوثيين ودعمهم بسبلٍ شتى، هي ذاتها الحكومة التي تركت حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن) يتحالف مع مليشيا الحوثي، تماماً كما فعل المبعوث، أو على الأقل كما يُقال إنه يفعل.
المبعوث أظهر نوعاً من التحالف من المليشيات الحوثية، تجسّد ذلك بشكل كبير في التزام الصمت على عديد الجرائم التي ارتكبها الانقلابيون، معيداً الذاكرة التي لم تكن قد نست أصلاً، تصريحات أمين الأمم المتحدة السابق بأن كي مون، المصنف بأنه أكثر من أعرب عن قلقه.
لكن في المقابل، انخرط حزب الإصلاح الإخواني في تحالف يُوصف بأنّه "سيئ السمعة" مع مليشيا الحوثي، في عمليات تهريب أسلحة ومواد مخدرة، أدرّت على الجانبين مكاسب مهولة.
يُفهم من هذه المقارنة، أنه إذا كانت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي محقة في انتقاد المبعوث الأممي وتطالب بتغييره، فإنه بنفس المنطق يتوجب استئصال الوجود الإخواني من الحكومة، لا سيّما أن حزب الإصلاح نجح في اختراق الحكومة بشكل كبير وبات يتحكم في دوائر مختلفة لصنع القرار.
وإذا ما استمرّ الوضع على شكله الراهن، فإن حكومة هادي ستُطبِّق ما يقوله كثيرون بأنهم "أسود على المبعوث ونعام أمام الإخوان"، وفي الحالتين تقول المجريات على الأرض إنّها ستخرج خاسرةً.