ضعف الشرعية يقف عائقا أمام الرغبة العربية في مواجهة الحوثيين
رأي المشهد العربي
جاء البيان الختامي للقمة العربية التي عقدت أمس الخميس بمكة المكرمة محددا وصريحا بشأن الاتفاق على مواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، ولعل حديث العديد من قادة الدول حول أهمية إنهاء الأزمات اليمنية والسورية والليبية بالمنطقة يعد مؤشرا على وجود تحركات جديدة قد تضيق الخناق على الانقلابيين، لكن هذا كله بحاجة إلى حكومة قوية تستطيع أن تتعامل مع العناصر الانقلابية على أرض الواقع.
حينما انطلقت عاصفة الحزم بالعام 2015، كان الهدف الأساسي أن يشارك التحالف العربي اليمنيين لإنهاء الانقلاب على الشرعية، لكن في المقابل فإن الحكومة الشرعية لم تقم بدورها في تلك المعركة بل تركت الساحة خالية سواء كان ذلك بخيانة من بعض أذرعها التي تنتمي للإصلاح، أو نتيجة مباشرة لضعفها في التعامل مع الأزمات التي تواجه اليمن.
الضمانة الحقيقية لإنجاح الرغبة العربية في إنهاء خطر الحوثيين يرتبط أساسا بوجود حكومة قوية تستطيع أن تكون ذراعا يكمن الارتكان إليه في التعامل مع جرائم الحوثيين اليومية، ليكون الدور العربي بشكل أساسي مرتكزا على تقديم الدعم العسكري، والقيام بأدوار دبلوماسية تؤثر على الموقف الدولي الذي يستغل ضعف الشرعية للوقوف في صف مليشيا الانقلاب.
وقد يكون غياب ذكر أي أدوار لحكومة الشرعية داخل اليمن في البيانات التي خرجت من القمة العربية أو من نظيرتها الخليجية دليل على أن البلدان العربية لم يعد لديها الثقة الكافية في الشخصيات الموجودة بالحكومة الحالية والتي يرتبط بعضها بعلاقات قوية مع العناصر الانقلابية وفقا لعلاقات أوسع على مستوى حزب الإصلاح ومليشيا الحوثي الانقلابية.
وبالتالي فإن إمكانية إدخال تعديلات ليس على مستوى الأشخاص ولكن على مستوى فلسفة تشكيل الحكومة قد يكون ممكنا خلال الفترة المقبلة، تحديدا وأن المملكة العربية السعودية ضاقت ذرعا بخيانات عناصر الإصلاح الموجودين بالحكومة، تحديدا بعد أن فشلوا في تحقيق أي تقدم على أرض الواقع خلال السنوات الماضية.
وأدانت القمة العربية بمكة المكرمة الأعمال التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من العبور بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ النفط داخل المملكة العربية السعودية وما قامت به من أعمال تخريبية طالت السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
كما أكد البيان على أن الدول العربية تسعى إلى استعادة الاستقرار الأمني في المنطقة وأن السبيل الحقيقي والوحيد لذلك إنما يتمثل في احترام جميع الدول في المنطقة لمبادئ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سياداتها ، وأن سلوك إيران في المنطقة ينافي تلك المبادئ ويقوّض مقتضيات الثقة وبالتالي يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم تهديداً مباشراً وخطيرا.
وشدد البيان على أهمية تضامن وتكاتف الدول العربية بعضها مع بعض في وجه التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر بهدف زعزعة أمنها واستقرارها وتكثيف سبل التعاون والتنسيق بينها في مواجهة المخاطر التي تنتج من ذلك.
كما أدان البيان عمليات إطلاق الصواريخ البالستية إيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران، وعدّ ذلك تهديداً للأمن القومي العربي والتأكيد على حق المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها وفق ميثاق الأمم المتحدة ومساندتها في الإجراءات، التي تتخذها ضد تلك الاعتداءات في إطار الشرعية الدولية .
وأدان كذلك استمرار الدعم الإيراني المتواصل لميليشيات الحوثي المناهضة للحكومة الشرعية في اليمن ، وشدد كذلك على أهمية تكثيف الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتسليط الضوء على ممارسات إيران، التي تعرض الأمن والسلم في المنطقة للخطر ، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات المائية الأخرى، سواء قامت بها إيران أو عبر أذرعها في المنطقة .