قمم مكة والمحور الجديد.. عن الدرس الذي يجب أن تفهمه إيران
في ظل التهديدات التي تحاصر المنطقة من جرّاء سياسات إيران التي تستخدم أذرعها الإرهابية لتعيث في الأرض قتلاً وحرقاً، نجحت القمتان العربية والخليجية الطارئتان اللتان عُقدتا في مكة المكرمة، نهاية الأسبوع المنصرم.
نجحت قمتا مكة بالإضافة إلى "الثالثة"، وهي قمة منظمة التعاون الإسلامي، في ترسيخ جبهة عربية قوية، تصنع ردعاً حازماً وحاسماً ضد الشر الإيراني - الحوثي في المنطقة، من خلال ترسيخ وحدة الصف العربي ضد التدخلات الخارجية والأخطار المحيطة بالمنطقة، وبلورة موقف موحد ضد التهديدات الخارجية، وعلى رأسها التهديدات الإيرانية وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة.
وكان القادة العرب الذين شاركوا في القمة الطارئة قد أدانوا ما قامت بها مليشيا الحوثي، وشدَّد البيان الختامي على أنَّ سلوك إيران في المنطقة يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم بشكل مباشر.
"القمة" التي جاءت عقب هجمات استهدفت ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات ومحطتين لضخ النفط في السعودية، أكّدت حق المملكة في الدفاع عن أراضيها، مستنكرة استمرار إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على السعودية.
في هذا السياق، تنقل صحيفة البيان عن خبراء ومحللين قولهم إنَّ القمتين وضعتا إيران أمام مسؤولياتها ووجّهت رسالة شديدة اللهجة للسياسة الإيرانية، بعد أن أوضح البيانان بشكل صريح الدور الإيراني التخريبي في سوريا واليمن ودعمها لمليشيا الحوثي.
كما ساهمت القمتان في إيجاد شكل جديد للوضع السياسي والأمني في المنطقة العربية، وبخاصةً أنّ الرسالة كانت حادة ضد إيران التي بدت بدت معزولة تماماً، ما يعني أنّ طهران عرفت حدود مشاكستها في المنطقة وأنها لن تعود كما كانت في السابق من استغلال أوضاع المنطقة.
في الوقت نفسه، فإنّ الضغوط الأمريكية على النظام الإيراني ترسل رسالة إلى طهران التي بدأت تستجدي الحوار مع الدول الخليجية، وبات من غير المستبعد أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من الرضوخ الإيراني.