أربع سنوات على تحرير عدن.. نقطة انطلاق لاستعادة دولة الجنوب
لم تكن أهمية تحرير العاصمة عدن من مليشيا الحوثي الانقلابية مرتبطا فقط بإنهاء المخطط الإيراني بالجنوب، لكنه كان في الوقت ذاته نقطة انطلاق لاستعادة دولة الجنوب، فبعد أربع سنوات من التحرير أضحى الجنوب في وضع مغاير تماما لما كانت عليه الأوضاع في العام 2015، وبدا أن الحديث عن أسس الدولة الجديدة يطغى على تطهير المحافظات الجنوبية من الإرهاب.
وعلى مدار أربع سنوات استطاعت القوات الجنوبية أن تحقق نجاحات عسكرية متتالية بعد أن طهرت عدد من المحافظات من المليشيات الحوثية التي كانت تسيطر عليها، وكذلك أنهت خطر القاعدة بشكل شبه تام، والآن تخوض معركة تطهير الجيوب الصغيرة والتي تتمثل في معركة الضالع وكذلك الجهود العسكرية في أبين، في وقت يسوق فيه المجلس الانتقالي الجنوبي لجهود استعادة الدولة خارجيا.
وشهدت محافظات الجنوب تحولا كبيرا على مستوى التأمين والحالة الاقتصادية والاجتماعية، وأن الأساس في ذلك يرجع إلى تطهيره العاصمة عدن والمحافظات الأخرى من خطر الانقلاب الحوثي، غير أن المشكلة الرئيسية التي يواجهها أبناء الجنوب تتمثل في فساد بعد أذرع الشرعية الذين يريدون هدم كل هذه النجاحات، وهو ما يدركه المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية جيدا.
واحتفى اليمنيون، مساء أمس السبت، بالذكرى الرابعة لتحرير العاصمة عدن، كمناسبة لأهم المعارك التي دحرت المشروع الإيراني من ثغر اليمن الباسم وبحر العرب، وهي المعارك التي تلاحمت فيها قوات التحالف العربي وتحديدا القوات المسلحة الإماراتية مع المقاومة الجنوبية وانتهت بإعلان تحرير عدن بشكل كامل وطرد مليشيا الحوثي الانقلابية التي اجتاحتها أواخر مارس 2015.
وافتتح الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مساء السبت، معرض صور فوتوغرافي حمل عنوان "جرائمهم في صور"، تنظمه مؤسسة "قنا" للإنتاج الإعلامي، ويوثق جرائم جماعتي الحوثيين والإخوان المسلمين في الجنوب.
وأشاد الرئيس "الزُبيدي" أثناء طوافه في المعرض بالجهود المتميزة في تنظيم ومحتوى المعرض، ودور الصور في إبراز الجرائم والمجازر التي ارتكبتها مليشيات الحوثيين بحق أبناء ومدينة عدن، أثناء المواجهات المُسلحة وعمليتي الحصار والنزوح، وكذا تدمير البُنى التحتية والمنازل السكنية، إلى جانب صور عن انتهاكات حقوق الإنسان وإعدامات خارج نطاق القانون، اقترفتها الجماعات الإرهابية في حضرموت.
وتوزعت في أروقة المعرض 100 صور فوتوغرافية، بعدسات عدد من المصورين في المحافظات الجنوبية، وتخلله الدعوة إلى التوقيع على عريضة تُطالب المجتمع الدولي بفتح تحقيق شامل في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وقعت في العاصمة عدن وحضرموت، على أيادي ميليشيات الحوثيين والجماعات الإرهابية.
وبالعودة إلى ما قبل يونيو من العام 2015 فإن غالبية شباب عدن شاركوا في الانتفاضة الداخلية ضد الإرهاب الحوثي، وتحولت فجأة كل شوارع المدينة إلى جحيم قلبت موازين المعركة، وكشفت هشاشة المليشيا التي سعت لاعتماد تكتيك حرب العصابات لفرض سطوة الانقلاب، لكنها سرعان ما تهاوت تجر أذيال الهزيمة.
ووسط مرحلة عصيبة تعد واحدة من جولات المواجهة العربية ضد تمدد المشروع الإيراني، حمل نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ولي عهد أبوظبي على عاتقه مهمة التكليف لرجل المهمات الصعبة والانتصار للحلم العربي قائدا لقوات الواجب المشتركة قائدا لمعركة أطلق عليها بـ"السهم الذهبي".
وروي العقيد وضاح الدبيش عن مشاركته كواحد من أفراد المقاومة الجنوبية في أغلب مديرية عدن، قبل أن يتعرض للإصابة ويتحول لمتحدث عمليات الساحل الغربي قائلا: أن "تحرير عدن مثلت أولى عمليات الحزم، وأرست مدماك القومية العربية وسط قوات التحالف بقيادة خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز".
وأضاف الدبيش في تصريحات نقلتها بوابة "العين الإخبارية"، "شاركت القوات كجيش عربي واحد تحت قيادة واحدة تدخلت قبل أن تسقط عدن كاملة بيد المشروع الإيراني، وكان للقوات الإماراتية فضل تقديم معظم الدعم العسكري واللوجيستي تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد".
وقال "اعتمدت الخطة العسكرية عدة مراحل، بدأت بتكتيك الاستنزاف وإرهاق مجاميع مليشيا الحوثي، وعرف فيما بعد بـ"حصار الـ70 يوما" وهو مفهوم استراتيجي يعني إضعاف عدوك إلى حالة الانهيار بالخسائر البشرية وتدمير عدته".
في المرحلة التالية تأهبت القوات للهجوم ونفذت هجوما استباقيا على مديرية البريقة، بالتزامن مع تقييم دقيق للنتائج على الأرض من قبل غرفة العمليات المشتركة للتحالف والرفع للقيادة العليا، واستجابة الشيخ محمد بن زايد بتوفير كافة الإمكانيات والدفع بـ120 آلية للضمان الكامل لتنفيذ الخطة المعدة، حسب الدبيش.