بمناطق سيطرة الحوثي.. خطبة العيد في خدمة الإرهاب
تعاني المناطق التي تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية أوضاعا صعبة في ظل تمادي الإجرام الحوثي في مختلف المجالات ووصل الأمر إلى صلاة العيد والتي ينتظر البعض للترفيه والشعور بأن للحياة فرحة من الممكن أن يعيشوا لحظاتها.
وفي عيد الفطر المبارك تحاول العناصر الانقلابية أن تحول خطب العيد التي دائما ما تحث على الرحمة والتسامح لخدمة أهدافها الإرهابية، وذلك استمرارا للخطاب الطائفي الذي تحرص على تقديمه إلى المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها لتحقيق أهداف ترتبط بجذبهم للانضمام إلى مليشياتها العسكرية.
وقالت مصادر محلية إن المليشيات الحوثية قامت بتحدید مساجد معینة لإقامة صلاة عید الفطر ھذا العام من أجل تمریر مخططاتھم وأھدافھم، اختارت المليشيا الانقلابية خطباء حوثیین لخطب العید في تلك المساجد والاكتفاء بھم، مع إیقاف ومنع باقي الخطباء من القیام بأي خطب.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن وزیر الأوقاف والإرشاد الحوثي المدعو شرف علي القلیصي وجه كافة فروع وزارته في مناطق سیطرتھم بالاكتفاء بالمساجد المحددة لصلاة العید، ومنع أي مساجد أخرى من إقامة صلاة العید فیھا.
وأشارت إلى أن خطبة العید في كافة المساجد التي اختارھا الحوثي تم توحیدھا لتشمل عدداً من النقاط التي تعمد الحوثیون الحدیث عنھا ومنھا تشویه صورة المسلمین والدول العربیة.
وشددت على أن خطب الحوثیین ستحرض على الإرهاب والفتنة من خلال استغلال المناسبات الدینیة، ومنھا صلوات الأعیاد لنشر أفكارھم وخطبھم.
وأكدت المصادر إن "التوجيه الحوثي يطالب بضرورة الحفاظ على دماء المسلمين عامة واليمنيين خاصة من إراقتها وسفكها دون وجه حق، بينما أسلحة الميليشيات توجه نيرانها للمدنيين في الأحياء السكنية".
دائما ما يعهد الحوثيين النهي عن فعل ويأتون به، يقتلون الأبرياء ثم يتحدثون عن إراقة الدماء وحرمتها، بينما زرعوا الألغام في كل شبر من الأراضي اليمنية وفجروا المنازل وقطعوا الطرق وقتلوا النساء والشيوخ وجندوا الأطفال الأبرياء وأرسلوا قذائفهم وصواريخهم على الأحياء والمواقع المدنية.
فيما يحتفل المسلمون بحلول عيد الفطر، يقتات اليمنيون الألم، بعد أن سرقت ميليشيا الحوثي فرحتهم وحياتهم، بفعل الحرب التي فجرتها، التي سببت بحالة من الفقر لم تشهدها البلاد منذ أربعينيات القرن الماضي، فيما استغل قادة الميليشيا هذا الوضع، لتكوين ثروات طائلة على حساب هذه المعاناة.
وباستثناء قادة الميليشيا الذين يبنون العمارات الفخمة والمراكز التجارية الحديثة، ويحتكرون تجارة المشتقات النفطية والمضاربة بالعملة، فإن ملايين اليمنيين لا يبحثون اليوم عن الفرحة التي اعتادوا عليها مع انقضاء شهر رمضان المبارك، بشراء الملابس الجديدة لأبنائهم، وشراء هدايا العيد، بل يبحثون عما يطعمون به صغارهم، ويبقيهم على قيد الحياة، بفعل جائحة الفقر التي أنتجتها حرب الميليشيا، واستمرارها في وضع الملايين كرهائن لخدمة المشروع الإيراني.
ووسط النزوح والفقر والبؤس الذي يخيم على حياة ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الميليشيا ، فإن قادتها لا يتورعون عن إظهار الثراء الفاحش الذي ينعمون به، أكان ذلك بالسيارات الفارهة أو المباني الفخمة، والمراكز التجارية الحديثة، بل وسلطوا عناصرهم الطائفية المسلحة، لتنهش ما تبقى في بطون السكان لتمويل حربهم القذرة ضد اليمنيين، إذ انتشر هؤلاء في الشوارع والأحياء لفرض الجبايات بالقوة، وتحت مسميات متخلف، سواء المجهود الحربي أو متأخرات الضرائب أو جمارك.
كما أقدم مندوبو ميليشيا الحوثي على إغلاق محلات تجارية وسجن مالكي شركات، عندما رفض ملاكها دفع الجبايات، أو إدخالهم شركاء، وهو ما جعل مالكي البنوك التجارية يفرون إلى مناطق سيطرة الشرعية أو خارج البلاد.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط " اليوم، فإن معظم اليمنيين هذا العام يستقبلون عيد الفطر المبارك على مضض نتيجة ما تشهده البلاد من وضع معيشي وإنساني صعب، وموجة غلاء غير مسبوقة في أسعار الملابس والأحذية والمكسرات وحلوى العيد، وغيرها من السلع والمنتجات الغذائية.
وشكى سكان في صنعاء لـ"الصحيفة"، من سوء أوضاعهم المادية والنفسية والمعيشية، مع قدوم عيد الفطر المبارك. وقالوا إن عيد الفطر المبارك هذا العام مختلف تماماً عن سابقيه، حيث تبدلت فيه الأحوال نتيجة الانقلاب الحوثي الدامي الذي خلف وراءه أزمات متعددة ومتفاقمة.
وأضافوا أن الانقلاب الحوثي على مدى أربعة أعوام غيّب فرحة العيد من صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرتها، وأشاروا إلى أنهم يستقبلون العيد هذا العام بمزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من مليون و200 ألف موظف يمني يستقبلون عيد الفطر دون مرتبات، وهم في حالة مزرية ووضع بائس يُرثى له.