الإصلاح يرفع راية داعش.. المحافظ المقال يفضح جرائم الإخوان في تعز

الأربعاء 5 يونيو 2019 00:09:09
testus -US
في الوقت الذي ينظر فيه حزب الإصلاح إلى محافظة تعز باعتبارها مطمعاً لموقعها الاستراتيجي وثقلها السكاني، فإنّ الحزب الذي يمثل ذراعاً سياسياً لجماعة الإخوان الإرهابية، يخدم أهداف مليشيا الحوثي الانقلابية بغية تحقيق مصالحه، كما يتبع طرقاً إرهابيةً في تعامل مع الخصوم.
محافظة تعز ومركزها الذي يحمل نفس الاسم تشهد وضعاً متوتراً ينذر بفوضى أمنية عارمة بسبب تحركات الإخوان وتشبثهم بالسيطرة عليها نظراً لأهميتها الاستراتيجية وثقلها الاقتصادي والبشري.
وبدأ "الإصلاح" خطته للسيطرة على تعز العام الماضي، وسيطر على أحياء في الجبهة الشرقية تحت شعار مكافحة الإرهابيين والمطلوبين أمنياً، بحسب تقارير ميدانية.
ما اقترفه "الإصلاح" على مدار أشهر عديدة وظلّت الشرعية تتغاضى عن التعامل معه واتبعت ما يمكن اعتباره صمتاً مروعاً أو ربما متحالفاً، فضحه أمين محمود المحافظ الذي أقيل من منصبه، ويُشتم أن يكون للإصلاح دوراً فيما آلت إليه الأمور هناك، على الصعيدين الأمني والسياسي.
محافظ تعز "المقال" اتهم حزب الإصلاح بالوقوف خلف إحراق منزله ومنازل بعض أقاربه في عملية حملت طابعاً انتقامياً، وتحدّث عن تفاصيل هذه الواقعة في حوارٍ مع صحيفة العرب الدولية، قائلاً إنّ قرار اقتحام ونهب منزله وإحراقه اتخذه حزب الإصلاح، وجند لتنفيذه قرابة 300 فرد من مليشياته المتواجدة في مديرية المسراخ، لافتًا إلى أنَّ معظمهم مُسجَّلون في كشوفات أفراد الأمن.
وأضاف: "هذه العملية تمّ التخطيط لها في مقر الإصلاح في مدينة تعز، وكانت لدينا معلومات منذ حوالي ثلاثة أشهر بأنَّهم يُخطِّطون لهذه العملية، لكن كنت أستبعد أن يتورطوا بهذا العمل الإجرامي، وأن يكشفوا عن وجههم بهذه الطريقة الفجّة، خصوصاً ونحن نقف جميعاً تحت مظلة الشرعية وفي جبهة مواجهة لعدو واحد يستهدفنا جميعاً".
وتابع: "لقد حاولوا إلباس هذا العمل الإجرامي الجبان صيغة جنائية، وبطريقة غبية ساذجة افتعلوا شجاراً مع أحد أقاربي، وهاجموه في منزله وأصابوه، وبالرغم من إصابته سلّم نفسه لإدارة الأمن، فقاموا باقتحام مقر الإدارة وقتلوه بطريقة داعشية، واتّخذوا من هذا الحادث مبرّراً للهجوم على منزلي واقتحامه ونهبه وإحراقه وبعد ذلك قاموا بشن هجوم على المنطقة وقتلوا وجرحوا العديد من السكان".
واستطرد المحافظ السابق: "كل هذا تمّ تحت سمع وبصر قائد المحور ومدير عام الشرطة اللذين اكتفيا بتوجيه برقية يتيمة إلى العميد جميل عقلان وذلك بهدف تحميله مسؤولية التقصير في مهمة هي في صميم اختصاص المحور والأمن والشرطة العسكرية، خصوصا وأنّ القوة التي قامت بارتكاب هذه الجرائم هي قوة عسكرية تابعة للإخوان".
تحدَّث "محمود" عن دوافع هذا الاعتداء قائلاً: "من خلال هذه الجريمة أرادوا الانتقام من محافظ أراد أن يقوم بمهامه بفرض النظام والقانون وإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة وتطهير الجيش والأمن من القيادات الفاسدة وغير المؤهلة والدخيلة على هذه المؤسسات والتي يجب أن تكون مؤسسات وطنية بعيدة عن الحزبية كما ينص عليه الدستور، كما أرادوا أن يرسلوا رسالة ترهيب لكل القوى الأخرى التي لا تتفق مع سيطرتهم واستحواذهم على سلطة القرار في المحافظة، وقد أرادوا أن يخرسوا كل الأصوات التي تنادي بتصحيح مسار الشرعية وإنهاء العبث بمؤسسات الدولة، حتى لو كان هذا الصوت صادراً من أعلى سلطة في المحافظة".
المحافظ السابق كشف في حواره الفاضح الكاشف عن الأسباب الحقيقية لتعثر استكمال تحرير تعز بعد حوالي خمس سنوات من الحرب، وقال للصحيفة: "جهود التحرير واجهها حزب الإصلاح بتعنت وإصرارٍ على الاستفراد بقرار المؤسسة العسكرية والأمنية".
أدّى هذا الأمر، بحسب "محمود"، إلى إحداث شرخ كبير في العلاقة مع التحالف العربي، وإضعاف مؤسسة الجيش والأمن، نتيجة لإقصاء الآلاف من الضباط والجنود المؤهلين، وإسناد معظم المناصب القيادية لمدنيين لا علاقة لهم بالعمل العسكري والأمني، وكل مؤهلاتهم تنحصر في الولاء الحزبي، إضافة إلى الفساد الكبير وإهدار المال والسلاح، وعدم الاكتراث بأرواح الجنود والجرحى، بل والمتاجرة بأرواحهم وآلامهم وجراحهم في سوق المناكفات السياسية.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد أصدر قراراً في أواخر ديسمبر الماضي بإقالة محافظ تعز أمين محمود وتعيين نبيل شمسان محافظاً، دون أن يكون للقرار أي نتائج عملية على الأرض باتجاه تحسين الأوضاع الأمنية والاجتماعية بالمحافظة، بل زاد التوتّر مع تفاقم جرأة الإخوان الذين يبدو أنّهم وجدوا في المحافظ الجديد غطاء لتحرّكاتهم.