مكالمة العيد تؤشر إلى مرحلة جديدة من إرهاب الحوثي والإصلاح
رأي المشهد العربي
لم تكن "مكالمة العيد" بين أمير قطر تميم بن حمد (المُتصِل) والرئيس الإيراني حسن روحاني (المتصَل به) مجرد تهنئة بـ "الفطر المبارك" بقدر ما أشارت إلى مرحلة مقبلة من توطيد أواصر هذا المحور الشرير، بما في ذلك مخططاته في اليمن.
بيان الرئاسة الإيرانية عقب المكالمة، أفاد بأنّ روحاني جدّد وقوفه مع الدوحة ولتنمية العلاقات الثنائية معها أكثر مما مضى، وأشار إلى أن روحاني أبلغ تميم بأن سلوك السعودية والإمارات تجاه اليمن وقطر وإيران يضر كل المنطقة.
روحاني أشاد أيضاً بمواقف قطر في قمم مكة، وقال إنّ مواقف الدوحة في هذين الاجتماعين استندت إلى سياسات حسن الجوار في اتجاه الحد من التوتر.
تمثّل إيران حاضنةً سياسية وعسكرية لمليشيا الحوثي الانقلابية، وكذلك الأمر نفسه بالنسبة لعلاقة قطر بجماعة الإخوان الإرهابية، وفي الوقت الذي يتحالف فيه حزب الإصلاح مع الانقلابين، فإنّ المرحلة المقبلة تشير المعطيات بشأنها بأنّها ستشهد توطيداً أكثر في العلاقات الحوثية الإخوانية، تمنح مزيداً من الانتشار للعنف والقتل والإرهاب.
ويدفع اليمن ثمناً باهظاً من جرّاء ممارسات ما يُطلق عليه بـ "محور أهل الشر"، فقد أطال أمد الحرب وأغرق المدنيين في أتون مأساة إنسانية لم يشهد العالم لها مثيل، وربما لن يشهد في حاضره ومستقبله القريب.
"المكالمة" التي جاءت تحت مظلة التهنئة بالعيد وإشارتها إلى تعاظم التنسيق القطري (الإخواني) - الإيراني (الحوثي) تفرض مواجهة باتت مطلوبة أكثر من أي وقتٍ مضى، وأصبح من الضروري سواء من التحالف العربي أو المجتمع الدولي ممثلاً في أممه المتحدة، ألا يقتصر التصدي على الوجود الحوثي الموالي لطهران، بل أيضاً استئصال المد والاختراق الإخواني المدعوم من قطر، وكلاهما في الإرهاب لا يختلفان في شيء.