10 أيام قبل الزفة سلاح ناعم لمواجهة إرهاب الإصلاح والحوثي
رأي المشهد العربي
كشفت حالة الرعب التي انتابت قيادات الإصلاح من فيلم "10 أيام قبل الزفة"، والذي كان مقررا عرضه في إجازة عيد الفطر بمدينة تعز، عن أن الفن يعد سلاحاً ناعماً ولكنه فتاك في الوقت ذاته بمواجهة إرهاب الإصلاح والحوثي في اليمن، إذ أنه يعد قادرا على فضح الجرائم من خلال أحداث واقعية يشاهدها الجمهور بعينه ويقتنع بها وتشكل دافعاً لاتخاذه مواقف واضحة من تلك المليشيات.
الفن هو السلاح الوحيد الذي لا يؤدي إلى مزيد من سفك الدماء وفي الوقت ذاته فإنه يضع العدو دائماً في حالة دفاع عن النفس فليس هناك وسيلة للهجوم من الأساس، وفي الوقت ذاته فإنه قادر على إحداث حالة من الإرباك في صفوف العدو ما يجعله يقدم على اتخاذ خطوة المنع والحظر والتي دائما ما تأتي بنتائج عكسية لتدفع الجمهور للبحث عنه والاهتمام بمشاهدته ولو عبر طرق ملتوية.
ما حدث في تعز خلال الأيام الماضية بعد أن منع الإصلاح عرض الفيلم يؤكد أنه مثل بالنسبة إليه خطراً داهماً وبالتالي فإن أسباب منعه تعددت فتارة يؤكدون أنه حماية لأرواح المدنيين الذين يقدمون على قتلهم في كل يوم، وتارة أخرى يلجئون إلى إصدار فتاوى غريبة من نوعها تطالب بالتصدي لوقف الفيلم بالقوة.
ما أقدم عليه حزب الإصلاح لا يختلف كثيرا عن ممارسات مليشيا الحوثي الانقلابية والتي تتوجس من أي أعمال فنية أو ثقافية تفضح جرائمها بل أنها تسعى في المقابل على توصيل أفكارها من خلالها وتركز على المواجهة الفكرية في المناطق التي تسيطير عليها، وبالتالي يصبح سلاح الفن أداة أساسية في الحرب القائمة.
وأعلنت إدارة فيلم "10 أيام قبل الزفة"، عن إلغاء عروض الفيلم في محافظة تعز بسبب عرقلة قيادات من حزب الإصلاح لعرض الفيلم ووصفه بالمنكر، وقاد القيادي الإصلاحي عبدالله العديني عضو مجلس النواب حملة ضد عرض الفيلم واصفا إياه بالمنكر.
وتعرضت مواقع بيع تذاكر الفيلم في مدينة تعز، لاعتداء وتهديد من مسلحين، قبل أن ترضخ السلطات المحلية لضغوطات الإخوان بمنع عرض الفيلم بشكل نهائي.
وهدد مسلحين متطرفين القائمين على عروض فيلم "10 أيام قبل الزفة" بالتصفية، واعتذرت إدارة الفيلم عن العروض خلال عيد الفطر المبارك حفاظا على سلامة المواطنين، وتمنت إدارة الفيلم لأهالي تعز عيداً سعيداً بعيداً عن التطرف والإرهاب تحت مسمى الدين.
واتهم ناشطون من أبناء تعز حزب الإصلاح بنشر ثقافة التطرف والإرهاب في مدينة تعز حيث جاء الأمر من قائد المحور بمنع أي فعالية ثقافية في العيد استجابة لتحريض قام به قيادات إخوانية تابعة للإصلاح على الفيلم واعتبر عرضه نشر للفجور والرذيلة.
ويذهب البعض من أبناء تعز للتأكيد على أن منع عرض الفيلم من قبل مجموعة من المتطرفين ليست وحدها المشكلة ولكن انحياز السلطات الأمنية لهؤلاء المتطرفين يعد على أن الشرعية بداخلها أذرع عديدة متطرفة تنتمي للتنظيمات الإرهابية التي تحارب الفن.
ويتناول الفيلم قصة فتى وفتاة أحبا بعضهما واتفقا على الزواج وشرعا في تهيئة ما يقتضيه هذا الحدث الهام في حياتهما من مستلزمات وضرورات وكماليات مألوفة في كل المناسبات المشابهة، لكن اندلاع الحرب وتفشي مظاهرها قد أطاح أولا بحلمهما في الاحتفال بهذا الحدث التاريخي بالنسبة لهما ولمحبيهما، وثانيا بالموازنة التي رصداها لهذه المناسبة.