أيتامٌ في جبهات الحوثي.. مقاتلون تحت وطأة التهديد
الجمعة 7 يونيو 2019 21:43:50
تُمثّل "المساعدات الإنسانية" أحد أهم الأسلحة في قبضة مليشيا الحوثي الانقلابية، تستخدمه بغية تكبيد المدنيين أثماناً باهظة وإطالة أمد الأزمة لأقصى أمد ممكن.
في جريمة حوثية جديدة، أقدمت المليشيات الانقلابية على نهب المساعدات المخصصة للأيتام، ولا تقتصر على ذلك بل تعمل أيضاً على الزج بهم في ساحات القتال.
ونقلت تقارير صحفية عن عاملين في دار الأيتام بصنعاء قولهم إنّ المليشيات أقالت المسؤولين القائمين على الدار وعيّنت خلفاً لهم من أتباعها بهدف الاستحواذ على مقدرات وإيرادات الدار من العقارات التابعة لها، التي تصل إلى ملايين الريالات شهرياً.
وأوضحت المصادر التي تحدّثت لصحيفة الشرق الأوسط، أنّ المليشيات لم تكتفِ بنهب المساعدات التي تقدّم لدور الأيتام الحكومية، بل فرضت مبالغ مالية كبيرة على المؤسسات والجمعيات الأهلية التي تهتم بالأيتام، وأرغمتها على توريدها دعماً للمجهود الحربي.
وقامت المليشيات كذلك باستقطاع 20% من السلال الغذائية والحقائب المدرسية ومن كل مشروع تنظمه الدور لمصلحة المشرفين الحوثيين.
في هذا السياق، تقول تقارير حكومية إنّ المليشيات تعمل على هدم كل قيم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، من خلال نهب حقوق الآخرين، وهو الأمر الذي انعكس على الجمعيات الخيرية ودور الأيتام، حيث أنّ كثيراً من الأعمال الخيرية أوقفتها المليشيات وقاموا بنهبها.
وتتعامل المليشيات مع كثير من دور الأيتام بقسوة شديدة حيث يأكلون حقوقهم، ويرغمون كثيراً من الأطفال الأيتام على الذهاب إلى الجبهات، مستغلين احتياجاتهم للعيش، وليس لديهم أحد سيدافع عنهم، ومن يستهن بإزهاق روح الأيتام فلن يتوانى عن أكل حقوقهم.
واتهمت الحكومة، مشرفي مليشيا الحوثي بأنهم نهبوا كل دور الأيتام واستغلوها أبشع استغلال، وقالت إنّ فئات الأيتام من أكثر الفئات الاجتماعية التي عانت أشد ويلات العذاب من هذه المليشيات.
واستغاث القائمون على جمعيات كفالة الأيتام من ممارسات المليشيات الحوثية غير الأخلاقية، الساعية إلى إيقاف التحويلات المالية من الكافلين للأيتام والمتبنيين لهم، ونهبها، وكذلك منع إيصال الكفالة المالية للأيتام.
وتؤكّد هذه الجمعيات أنّ المليشيات الحوثية قامت بسحب كل الحوالات المالية الواصلة إلى أغلب الجمعيات الناشطة في تبني وكفالة اليتيم، سواء من داخل اليمن أو من فاعلي الخير من خارج اليمن، وعندما علم الكافلون امتنعوا من تحويل المبالغ، والبعض الآخر منهم بات يتواصل مع الأيتام بشكل شخصي.
كما اتجهت المليشيات الحوثية نحو تفريخ جمعيات ودور أيتام في كل المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وبالمقابل غيّرت المسؤولين في الدور التابعة للحكومة، من أجل أن تسيطر على كل الموارد، سواء المالية أو العينية، التي تحصل عليها الدور من المنظمات الداعمة أو فاعلي الخير أو التجار.