هل يلجأ الحوثي إلى تنظيم القاعدة لإنقاذه من مأزق الضالع؟

الاثنين 10 يونيو 2019 01:54:07
testus -US
تبحث مليشيا الحوثي الانقلابية عن منقذ لها من المأزق التي تواجهه في جبهة الضالع بعد أن تلقت هزائم متلاحقة على يد القوات الجنوبية التي لقنتها درسا في فنون القتال لن تنساه طوال تاريخها، تحديدا وأن ارتكانها على مليشيا الإصلاح يشبة الاتكاء على الجدار المائل، وسقط بها في بئر كبير من الهزائم، وبالتالي فإن بديل الإصلاح قد يكون تنظيم القاعدة الذي لديه خبرات سابقة في التواجد بمحافظات الجنوب قبل أن يمنى هو الآخر بهزائم مذلة على يد الحزام الأمني.
وأضحى وجود تنظيم القاعدة باليمن حاليا بلا معقل في ظل خسارته غالبية الأماكن التي يتواجد بها وتعرض لهزائم كبيرة بفعل دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للقوات الجنوبية على مدار السنوات الماضية، وهو ما يجعل الارتكان عليها أيضا غير مؤثرا في ظل ما تمر به من حالة وهن وضعف ليس على مستوى اليمن فقط ولكن على مستوى قوة التنظيم في العالم.
ولعل ما يبرهن على العلاقة المتصاعدة بين الطرفين ما كشف عنه تقرير حكومي، أصدرته السفارة اليمنية في واشنطن، عن علاقة مليشيا الحوثي بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين وشبكات التهريب والاتجار بالبشر، وبين التقرير، أن هناك علاقة بين مليشيا الحوثي الانقلابية وداعمها الرئيسي من النظام الإيراني مع التنظيمات الإرهابية في المنطقة وفي مقدمتها تنظيما داعش والقاعدة.
ولفت التقرير إلى علاقة مليشيا الحوثي بشبكات التهريب والاتجار بالبشر التي تعمل معها لتمويل أنشطتها الإرهابية والتخريبية في اليمن، وذكر التقرير أن أنشطة شبكات التهريب لم تتضرر، بل انتعشت في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وفي تلك التي تتواجد فيها القاعدة.
وتطرق التقرير إلى النجاحات المحققة بالتعاون اليمني الأمريكي على أعلى مستوى في مجال مكافحة الإرهاب وأهمية تطوير وتدريب المزيد من الوحدات الوطنية اليمنية القادرة على خوض حرب استراتيجية ضد الإرهاب وتخليص البلاد من آثاره.
كما تضمن التقرير معلومات وصورا تنشر لأول مرة عن الجهود الجادة والمساعي المتواصلة للحكومة اليمنية للقضاء على الإرهاب في جميع مناطق البلاد، وأسباب انتشاره وتوسعه في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الانقلابية.
وكان المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، قد أعلن في منتصف فبراير الماضي، العثور على أسلحة إيرانية مع تنظيم القاعدة وميليشيات الحوثي، وعرض المالكي خلال مؤتمر صحافي، صورا لأسلحة ومنشورات طائفية تم العثور عليها مع الحوثيين.
وأضاف المالكي أنه جرى "العثور على أسلحة إيرانية لدى تنظيم القاعدة في اليمن، فيما تمت مصادرة أسلحة ومنشورات إيرانية طائفية كانت لدى ميليشيات الحوثي".
وبحسب ما نشره "المشهد العربي"، في وقت سابق، اليوم الأحد، نقلا عن مصادر أمنية فإن المليشيات الحوثية عملت مؤخراً على تحسين الظروف الخاصة باعتقال سجناء تنظيم القاعدة في السجون الخاضغة لسيطرتها.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن لجان حوثية تزور معتقلين من تنظيم القاعدة في سجون الأمن السياسي والأمن القومي بشكل مستمر، لتنفيذ توجيهات عليا بتحسين أوضاعهم والتغذية المقدمة لهم.
وبّينت المصادر أن المعتقلين التابعين للقاعدة مسجونين منذ سنوات على ذمة قضايا إرهابية منظورة أمام القضاء، ولفتت إلى أن هناك رعاية خاصة بمعتقلي القاعدة، في الوقت الذي يعاني فيه المعتقلين الآخرين من المعارضين السياسيين لأوضاع مزرية، كما يوضع الكثير منهم في زنازين انفرادية وضيقة لا تتجاوز مساحتها متر واحد.
وأرجعت المصادر الاهتمام الحوثي بمعتقلي تنظيم القاعدة إلى سر خطير قد يتعلق باستخدامهم في أغراض عسكرية بعد ذلك. 
ويجري التعاون ما بين الحوثي والقاعدة تحت رعاية مليشيا الإصلاح، وخلال شهر فبراير الماضي ظهر للعلن ”صفقة“ أبرمتها ميليشيات الحوثي مع قيادات مليشيا الإصلاح لإطلاق سراح عشرات المعتقلين المنتمين لتنظيم القاعدة، في سجون صنعاء.
وقالت مصادر أمنية أن ميليشيات الحوثي قامت بنقل العشرات من عناصر تنظيم القاعدة، من سجن الأمن السياسي بصنعاء، بإشراف مباشر من المدعو عبدالقادر الشامي، وكيل ما يسمى بالجهاز المركزي للأمن السياسي، الخاضع لسيطرة الحوثيين“.
وأشارت المصادر إلى أن عملية نقل السجناء من السجن: ”تأتي تمهيدًا لنقلهم إلى محافظة مأرب، شرقي البلاد، الخاضعة لسيطرة قيادات الإصلاح، وفقًا لاتفاق غير معلن، عقدته ميليشيات الحوثيين، مع قيادات في حزب الإصلاح“.