معركة الضالع تكشف عن ذخيرة الانتقالي الجنوبي التي لا تنفذ
رأي المشهد العربي
كشفت معركة الضالع التي تحقق فيها القوات المسلحة الجنوبية انتصارات متتالية يوما تلو الآخر على أن هناك إصرار وعزيمة جنوبية لا مثيل لها لإنهاء المعركة في صالح الجنوب، هذا الإصرار وهذه الروح القتالية العالية بمثابة ذخيرة الانتقالي الجنوبي التي لا تنفذ في مواجهة الانقلاب الحوثي، ووضح ذلك بعد الإعلان عن انخراط أربعة ألوية عسكرية جديدة في مسرح العمليات العسكرية بالضالع لحسم المعركة في أقرب وقت ممكن.
تعد الذخيرة التي يمتلكها المجلس الانتقالي الجنوبي ومن خلفه القوات الجنوبية هي الأقوى والأكثر تأثيرا في المعركة بغض النظر عن القوة العسكرية لأن هناك قضية واضحة يؤمن بها هؤلاء وهي رغبتهم في استعادة دولتهم وتطهيرها من المليشيات الحوثية والعناصر الإرهابية، وهو ما يجعل القوات الجنوبية دائما ما تسبق مليشيات الحوثي التي تتكون من المرتزقة والمهاجرين الأفارقة والأطفال الذين يزجون بهم في ساحات القتال.
وأثبتت معركة الضالع أن القوات الجنوبية لا تكتفي فقط برغبة أبناء الجنوب في استعادة دولتهم ولكنها أمدتهم بكافة الأسلحة العسكرية الحديثة والتي تضمن لهم التفوق وبالتالي فإنها دعمت الحالة المعنوية المرتفعة لديهم بخطط عسكرية متطورة تستطيع أن تدعم رغبتهم في تحقيق النصر، وهو أمر جرى تجربته من قبل في المعارك التي خاضها الجنوب ضد المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة في العام 2015م.
لكن الذي جد في معركة الضالع الحالية أن هناك مجلسا يلعب دور المايسترو بين الشباب المتحمسين لتطهير محافظات الجنوب وبين القوى العسكرية التي تتواجد على الجبهات، واستطاع أن يعزف أجمل سيمفونية عسكرية في جبهات القتال، واستطاع أن يرفع من روح المقاتلين المعنوية بزياراته المتكررة إلى جبهات القتال بل ومشاركته من خلال بعض أعضائه في المعارك التي تدور حاليا.
وزود المجلس الانتقالي الجنوبي الألوية المنخرطة حديثا في مسرح العمليات العسكرية بالضالع بأحدث أنواع الأسلحة والتي من شأنها أن تغير المعادلة العسكرية على أرض الميدان، كما أنها مدعومة لوجستياً من قبل التحالف العربي.
وضمت قائمة الألوية الجديدة اللواء ثاني صاعقة بقيادة أبو بكيل الحالمي، واللواء الثالث صاعقة بقيادة عبد العزيز الهدف، واللواء الرابع صاعقة بقيادة محمد قاسم الزُبيدي، واللواء الخامس صاعقة بقيادة يوسف الحكم أبو ماجد.
وجرى تسليح تلك الألوية بأحدث أنواع الأسلحة ويقود تلك القوى العسكرية قادة عسكريين يملكون خبرات عسكرية واسعة من خلال خوضهم معارك مشرفة منذ عام 1994 وحتى حرب 2015، إلى جانب تسجيلهم حضور مشرف في حرب الضالع الثانية ضد مليشيات الحوثي.
وفي أول أيام عيد الفطر المبارك، قام الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، بزيارات ميدانية اليوم لكل من معسكر الحزام الأمني واللواء الأول صاعقة واللواء السابع صاعقة في حجر، واللواء ٣٣مدرع بقعطبة، للاطلاع على مستوى جاهزية هذه الوحدات القتالية.
وخلال الزيارات الميدانية، أشاد القائد الزُبيدي، بالروح المعنوية العالية التي يتمتع بها منتسبو مختلف الوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية المرابطة في عدد من مديريات محافظة الضالع.
وعبّر الرئيس الزُبيدي عن الثقة العالية بجاهزية واستعداد مختلف الوحدات التي تشكل السيّاج القوي والأمين للحدود الجنوبية في مواجهة المطامع والاعتداءات الحوثية والقوى المتحالفة معها.
وخلال هذه الزيارات هنأ الرئيس القائد منتسبي هذه الوحدات بمناسبة عيد الفطر المبارك، قائلاً: "إننا وتقديرا منا لأدواركم وتضحياتكم ومواقفكم المشرفة حرصنا على أن نشارككم فرحة العيد التي لا شك أن لها معكم ذوق وطعم خاص".
وأضاف: "إن ما تحققون اليوم من انتصارات وما تبدونه من شجاعة نادرة في مواجهة العدو هو محط إعجاب الجميع، وأن شعبكم سيحتفظ لكم بجميل العرفان وسيبادلكم الوفاء بالوفاء نظير ما قدمتم دفاعاً عنه وعن سيادة أرض وطنكم الغالي".