استقالة وزير الخارجية.. اليماني يقفز من مركب اتفاق السويد الغارق
الاثنين 10 يونيو 2019 20:12:00
اختار خالد اليماني وزير الخارجية بحكومة الشرعية أن يقفز من مركب اتفاق السويد الغارق، بعد أن كان أحد الأسباب الرئيسية في هذا الغرق، تاركا خلفه إرثا كبيرا من الفشل بعد أن وصلت العلاقة ما بين الشرعية والأمم المتحدة إلى طريق مسدود، بما يشي بأن تلك الاستقالة قد تكون مرتبطة بإحراج الأمم المتحدة للرئيس هادي بعد أن رفضت طلب استبعاد مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث.
وعلى مدار عام تقريبا، منذ أن تولى اليماني منصبه لم ينجح في أن يحقق أي نصر دبلوماسي لحكومة الشرعية، بل على النقيض تماما تسبب عدم قدرته على إدارة المفاوضات مع المليشيات الحوثية للرجوع إلى المربع رقم صفر بالحديدة بالرغم من اقتراب القوات المشتركة من تحريرها، وبالتالي فإنه كان من المفترض أن يقود المفاوضات من منطلق قوة وليس العكس كما هو الحال حاليا.
وتأتي استقالة اليماني في وقت وصلت فيه العلاقة ما بين الأمم المتحدة والشرعية إلى طريق مسدود، وبدا واضحا أن استقالة اليماني قد تأتي في سياق تغيير موازي من جانب الأمم المتحدة على مستوى مبعوثها الأممي إلى اليمن، في خطوة تستهدف بدء حلقة جديدة من المفاوضات مع المليشيات الحوثية يقودها أطراف مختلفة عن التي أدارت مفاوضات ستوكهولم.
لكن في الوقت ذاته فإن العديد من المراقبين لا يتوقعون أن يكون تغيير خالد اليماني سينعكس بالإيجاب على مواقف الشرعية الضعيفة في مواجهة مليشيا الحوثي الانقلاب، ويؤكد هؤلاء على أن المشكلة الرئيسية تكمن في السياسات العامة واختراق الشرعية من حزب الإصلاح الذي غالبا ما يميل للتقارب مع الحوثيين.
وعقب تقديم وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، استقالته إلى الرئيس هادي، أكد عضو الجمعية الوطنية الجنوبية، جمال بن عطاف، أن الشرعية لا تتحمل المسؤولية، لافتا إلى أن "استقالة بحجم وزير الخارجية اليمني في ظروف معقدة ومنطقة ملتهبة يدل أن قيادات الشرعية لا تتحمل المسؤولية ولا يراعون حساسية المرحلة".
وتابع: "إنهم لا يستحقون أن يكونوا رجال دولة منذ تم سيطرة الفاسدين والهاربين وعصابة 7/7 على الشرعية وإقالة المخلصين الذين كتبو النصر السياسي والعسكري للشرعية".
قال الباحث السياسي، عبد الله إسماعيل، إنه "لم تكن المشكلة في شخص خالد اليماني ولا انتماءه الفكري أو المناطقي أو مستواه الثقافي، لكن الكارثة الأهم تكمن في غياب فهمه لطبيعة المعركة الوجودية مع جماعة متمردة تتكئ على السلاح والإرهاب لتنفيذ مخطط إيراني، بالإضافة إلى تماهيه مع فكرة السلام معها بأي ثمن حتى لو تمسكت بسلاحها ونفذت من جرائمها.
كشفت مصادر مطلعة في الحكومة عن سبب استقالة وزير الخارجية اليمني خالد اليماني من منصبه اليوم الاثنين، وأرجعت المصادر سبب الاستقالة إلى "فشل اتفاق ستوكهولم للسلام"، مشيرة إلى أن "توقيع الوزير خالد اليماني عليه بشكله الحالي أعطى الحوثيين طريقا للمراوغة في بنود الاتفاق الفضفاضة".
وكان اليماني تولى منصبه وزيراً للخارجية في الحكومة اليمنية، بعد أن كان المندوب الدائم للأمم المتحدة لسنوات، وعيّن اليماني في 24 مايو 2018، بقرار جمهوري من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وزيرا للخارجية، خلفا لعبد الملك المخلافي.
وأشار سياسيون إلى أن استقالة وزير الخارجية اليمني خالد اليماني من منصبه تبرهن على أن الشرعية تتخبط مع تنامي خلافاتها مع الأمم المتحدة على خلفية رفض تعاملها مع المبعوث الدولي مارتن جريفيث.
ومؤخرا شن سياسيون وإعلاميون هجوما حادا على اليماني مشيرين إلى أنه لو كان مدركا بواطن الأمور، ويفهم ممارسة السياسة لما وصلت الأمور مع المبعوث الأممي غريفيث إلى ما وصلت إليه، لما أضطر الرئيس هادي أن يقف وجها لوجه مع الأمين العام للأمم المتحدة بشأن تجاوزات غريفيث، معتبرين أن ذلك من نتائج الدبلوماسية الفاشلة.