القضاء على سرطان الإصلاح أحد أدوات مواجهة أذرع إيران
رأي المشهد العربي
لم يعد التعامل مع مليشيا الحوثي الانقلابية أمرا يمنيا داخليا بعد أن أضحت العناصر المدعومة من إيران خطرا إقليميا بحاجة إلى تكثيف الجهود للتعامل معها، وقد يكون من بوادر ذلك ما حدث خلال اليومين الماضيين بعد توالي الإدانات الدولية بشأن استهدف مطار أبها السعودي وتبعها صدور بيانا غامضا من الأمم المتحدة يطالبهم بالانسحاب من الحديدة، غير أن جميع الجهود قد لا تأتي بثمارها طالما أن استمرت مليشيا الإصلاح في دورها الخفي الذي يشكل عامل قوة بالنسبة للحوثيين.
التعامل مع مليشيا الحوثي الانقلابية بحاجة إلى أدوات تختلف عن سابقتها التي حددتها دول التحالف العربي منذ انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015، فالعناصر الانقلابية نجحت في المراوغة بعناصر الإصلاح بعد أن استخدمتهم كواجهة تتستر من ورائها لارتكاب الجرائم هنا وهناك، وأن ما ساعدها على ذلك الخيانة التي تسري في دماء وعروق العناصر الإصلاحية، والتي قدمت إليها كل ما هو غالي ونفيس من تهريب سلاح وكشف معلومات عسكرية دقيقة وتسليم مناطق إستراتيجية بل والمشاركة معها في عمليات القتال.
ما يدفع في تلك الأثناء بتغير الإستراتيجية يرتبط بأوضاع إقليمية أخذت في التغير خلال العامين الماضيين منذ المقاطعة العربية لدولة قطر، تلك هي النقطة الفاصلة التي كشفت قطر وأذرعها وبالتالي فإن الدولة الخليجية الصغيرة انتقلت مباشرة إلى الجبهة الأخرى وبالتالي فإن جماعة الإخوان الإرهابية ومليشيا الإصلاح كان عليهم الانتقال إلى الجبهة ذاتها بدعم وتمويل تركي في محاولة لإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالبلدان العربية التي كشفت الخيانة القطرية وكان أساسها في ذلك الحين رصد وجود تعاون خفي بينها وبين مليشيا الحوثي باليمن.
الآن تغيرت الظروف والمعطيات ولم يعد الإصلاح الذي ينتشر كالسرطان في جسد الشرعية صديقا من الممكن الارتكان عليه في مواجهة الانقلاب الحوثي، ولم يعد من الممكن أن يستمر هذا الوضع لأنه يشبه كثيرا الاستعانة بعدو لمواجهة عدو آخر فالمعركة لن تحسم بهذا الشكل، بل أنه أضحي من اللازم أن تطبق نفس الخطوات التي ستتبعها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في مواجهة أذرع إيران على الإصلاح أيضا باعتباره مليشيا إرهابية مشاركة في عمليات الحوثيين الإرهابية.
أي تحركات إقليمية أو داخلية ستذهب في طريق مواجهة الحوثيين من دون تطال في الوقت ذاته مليشيا الإصلاح من الصعب أن تأتي بمردود إيجابي، إذ أن تضييق الخناق على الحوثي لم يمنع الإصلاح من القيام بأدواره الخفية بل أنه سيكون بديل استراتيجي من الممكن أن تعتمد عليه إيران في ظل العقوبات المتوقعة التي قد تطاله بعد أن وصلت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إلى حافة الهاوية في أعقاب استهداف ناقلتي نفط خليج عُمان.
لابد من فضح دلالات التعاون بين الحوثي والإصلاح حتى يكون هناك قناعة دولية بخطورة الدور الذي يقوم به، صحيح أن لوبي الإخوان المنتشر في أوروبا وأمريكا سيقف بالمرصاد أمام أي محاولات للتعامل مع الحزب التابع للجماعة الإرهابية، لكن فضح الجرائم يضع الحزب في خانة الدفاع الدائم عن نفسه وهذا من شأنه أن يبقى في دائرة الاتهام وليس بعيدا عنها.