علي محسن الأحمر والإدانات المصطنعة.. جنرالٌ يتباكى على وتر الإرهاب

السبت 15 يونيو 2019 00:17:26
testus -US
"يقتلونك، يتحالفون مع عدوك، ثم يتباكون على جرائمه".. إذا قُدِّر للكاتب الفلسطيني الشهير غسان كنفاني أن يعيش في زمن تحالف الحوثي والإخوان لغيَّر قوله الشهير "يسرقون رغيفك، ثم يعطونك منه كِسرة، ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم... يا لوقاحتهم."
هكذا يُنظر إلى تعليقات قادة حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية)، النافذين في الحكومة الشرعية، على الهجوم الإرهابي الذي شنَّته المليشيات الانقلابية على مطار أبها الدولي جنوبي المملكة العربية السعودية، ففي الوقت الذي فُضِح فيه التحالف الحوثي الإخواني فإنّ إدانة "الإصلاح" للهجوم الحوثي ما هي رقصٌ ماكرٌ خادعٌ على جميع الحبال.
نائب الرئيس علي محسن الأحمر انضم إلى قائمة الإخوان الذين يدعون "البكاء" على الجريمة الحوثية المدانة، مصطنعاً لهجة هجومية على المليشيات الحوثية، التي تمثل للجنرال الإخواني حليفاً مهماً يحصل من ورائهم على أموالٍ طائلة.
الأحمر التزم الصمت ليومين على الهجوم الذي وقع أمس الأول الأربعاء، لكنّه غادر هذا الصمت مدعياً إدانته للجريمة الحوثية وقال إنّها تنفيذٌ للأجندة الإيرانية وتكريسٌ لثقافتها الدموية العدائية تجاه اليمنيين وأشقائهم في المملكة.
"هذيان" الإدانة "الأحمرية" تضمّنت قوله كذلك: "هذا الاستهداف وما سبقه من وقائع دلائل واضحة على رفض المليشيات الحوثية لخيارات السلام وإصرارها على الحرب وتنفيذها للأوامر والتوجيهات من طهران.. الحكومة (الشرعية) في اصطفاف تدعّم الأشقاء في التحالف (العربي) بقيادة المملكة العربية السعودية في ردع هذه الأعمال المخلة بالسلام المحلي والإقليمي والعالمي".
لا يُنظر إلى تصريحات جنرال الشرعية البارز والقيادي الإخواني باعتبارها إدانة لجريمة حوثية تخطّت كل الخطوط الحمر، لكنّها رقصٌ على جميع الحبال، فإذا كان الأحمر ومن ورائه "الإصلاح" يجنحون نحو السلام ويتهمون الحوثيين بإجهاض فرص التوصّل إليه وأنّ المليشيات تخل بالأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي، فإنّ هذا الأمر يعتبر كافياً لأن يتخلى حزب الجماعة الإرهابية عن هذه السياسات المتطرفة ذي الأجندة سيئة السمعة.
حزب "الإصلاح" يجيد الرقص على كل الحبال، ففي الوقت الذي يخوض فيه تحالفاً سرياً مع المليشيات الحوثية، يحرص على إصدار بيانات إدانة للجرائم التي يرتكبها، في محاولة لغسل يديه المتسخة بانتهاكات هذا المحور الشرير.
التطورات الجارية في اليمن والسياسات العامة لجماعة الإخوان في الدول التي تتمركز بها، لا تشير إلى إمكانية عدول حزب الإصلاح عن سياساته هذه ومصالحه تلك، لا سيّما أنّ التحالف بين الحوثيين والإخوان يدر عليهما كثيراً من المصالح، سواء بتمدُّد نفوذ المليشيات واستعادتها السيطرة على مناطق محررة بفعل خيانات لحزب الإصلاح، تورَّط فيها قادته بدءاً من الجنرال الأحمر.
على الجانب الآخر من صفقات أهل الشر، فإنّ قادة "الإصلاح" يحقّقون الكثير من الأرباح من جرَّاء التحالف مع الحوثيين، لا سيّما بالنظر إلى شبكات التهريب التي يديرها الجنرال الأحمر بنفسه، وتدر عليه أرباحاً طائلة.
ويمكن القول إنّ التحالف الحوثي - الإخواني تتمدّد أواصره وتتكشف فضائحه يوماً بعد يوم، ومن بين ما فُضِح في هذا السياق، صفقات التسليح بين مليشيا الإصلاح وشقيقتها الحوثية.
معلومات انتشرت بقوة في نهاية مايو الماضي، أفادت بأنّ حزب الإصلاح يُجهِّز لصفقة أسلحة أغلبها ذخائر في تعز، يتم تجهيزها لبيعها للحوثيين من قِبل حزب الإصلاح، وقد كشفت مصادر في هذا الصدد أنّ إتمام هذه الصفقة سيكون عبر افتعال حرب وهمية، يتم التصوير بأنّها اندلعت بين الحوثي الإصلاح في جبهة كلابة، إلا أنه سيتم بيع الأسلحة للانقلابيين.