حرب المطارات والناقلات ومواجهة الحسم المؤجلة
رأي المشهد العربي
حرب المطارات والناقلات"... العنوان الأشمل لكمٍ هائل من العبث الناجم عن الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية منذ صيف 2014.
لا يختلف اثنان أن التهديدات التي يمر بها الشرق الأوسط غير مسبوقة، وأن الحرب التي ظلّت لسنوات قائمة بالوكالة، باتت أقرب ما تكون لأن تتحول إلى حرب مباشرة، بلا شك أو تشكيك ستكون إيران هي من أشعلتها، بعدما نفّذت تهديداتها بالعبث بأمن المنطقة.
استهدف الحوثيون (أذرع إيران الإرهابية) مطار أبها جنوبي المملكة العربية السعودية الأربعاء الماضي، وجددوا محاولة الاستهداف فجر أمس الجمعة بخمس طائرات بدون طيار (مسيرة)، أتلفوا ناقلات نفط في مياه الإمارات، أطلقوا صاروخاً على مكة المكرمة في شهر رمضان، يشتبه (إلى الآن) أنهم وراء تفجيرات ناقلتي النفط بخليج عمان.
ارتكب الحوثيون كل هذا في أقل من شهر، ويُضاف إليها عبثٌ فتاكٌ في اليمن، بلغ عامه الخامس.
يشير ذلك إلى أن المرحلة لن تكون - أو على الأقل لا يجب أن تكون - كما سبقها من مراحل ومحطات لم تردع المليشيات عن غيّها وطغيانها.
ولعل السعودية التي تقود التحالف العربي قد سلكت الطريق الصحيح في رسالتها الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي والتي أعقبت الهجوم الإرهابي الحوثي على مطار أبها، حيث تضمنت تأكيداً حاملاً حاسماً على ردع الإرهاب الحوثي الإيراني.
لا يجب أن يكون التحالف رد فعل بل ينبغي أن يكون الفعل نفسه، وبات من المطلوب عدم انتظار اندلاع الحرب المباشرة من عدمها، بل يتوجب السير في استراتيجية ردع حاسمة تستأصل الخطر الحوثي من اليمن كلياً.
أيضاً، لا يجب التضخيم من قوة الحوثي بل يتوجب التعامل معها على اعتبار أنها مجرد ذراع يتوجب قطعها، وبالتزامن مع ذلك العمل على تكثيف الضغط لوقف الدعم والتسليح الإيراني للمليشيات، وقطع الطرق عنه رغماً عن أنف الجميع.