الشرعية تبحث عن دور لا وجود له في معركة الضالع

تسعى أذرع عديدة داخل الشرعية للبحث عن أدوار لا وجود لها في معركة الضالع التي تقودها القوات الجنوبية ببسالة في مواجهة الانقلاب الحوثي، وبالرغم من أن جميع التقدمات التي جرت على أرض الواقع كانت بقيادة القوات الجنوبية، لكن بين الحين والآخر يظهر قيادات الشرعية في ثوب المتحكمين بدفة المعركة.

وأول من يسعى إلى ذلك علي محسن الأحمر القيادي الإخواني ونائب الرئيس هادي، والذي يسعى جاهدا لبث أخبار تفيده بتطلعه إلى تطورات الأوضاع في الضالع، وذلك في الوقت الذي كان يقوم به بدور الخائب في مواجهة القوات الجنوبية بعد أن أوعز لقوات الجيش الانسحاب من مواقع إستراتيجية هامة كانت تسيطر عليها تحديدا في العود والحشاء وتسليمها للمليشيات الحوثية.

ويحاول الأحمر برسائله التي تحاول التغطية على خيانته التأكيد على أهمية وحدة الصفوف، في وقت ، يقوم بها بالتنسيق مع مليشيا الحوثي، ولعل ما يبرهن على ذلك أن جميع الأنباء التي تحدثت عن اتصال الأحمر بقيادات قوات الجيش لم تتطرق للحديث عن خطط عسكرية، بل أنها كانت بمثابة نشرات علاقات عامة لتحسين الصورة.

الأمر ذاته ينطبق على معين عبدالملك رئيس الحكومة، والذي دائما ما يعلن أن اجتماعات مجلس الوزراء التي يعقدها بين الحين والآخر ناقشت الأوضاع في الضالع، وأنها كانت اجتماعات استثنائية، لكن من دون أن ينعكس ذلك على الدعم المقدم إلى الجبهات، غير أنه دائما ما يتحدث عن ضرورة أن يتحقق انتصارا ميدانيا من دون الخوض من أي تفاصيل.

ومن جانبه أكد المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، اليوم، أن الجنوب ستر عورة الشرعية، بعد أن خذلها اليمنيون.

وقال في تغريدة عبر "تويتر": "إلى أين يريد أتباع الرئيس هادي جر الجنوب؟.. الجنوب ستر عورة الشرعية بعد أن خذلها اليمنيون"، وأضاف: "إن لم يدرك الرئيس هادي أن أهم عامل قوة معه هو الإنتقالي على وجه الخصوص".

وتابع: "فقد أفشلت قوات الانتقالي الجنوبية مقاومة وأحزمة أمنية مخطط الحوثة والإخوان في الضالع التي تستهدف هادي قبل الجنوب". 

وعلى الصعيد الميداني، كشف مصدر عسكري أن القوات الجنوبية هاجمت اليوم الأحد مواقع مليشيا الحوثي شمال غرب قعطبة، شمالي محافظة الضالع، وأكد المصدر أن القوات الجنوبية تمكنت من خلال هذا الهجوم، تحرير مواقع مطلة على الزبيريات قرب شخب.

وأفاد المصدر بمقتل 12 وإصابة 20 من مليشيا الحوثي، خلال هجوم القوات الجنوبية على مواقع المليشيا شمال غرب قعطبة في الضالع. 

فيما كشفت مصادر عسكرية، أن معارك شرسة دارت بين القوات الجنوبية ومليشيات الحوثي، في القطاع الغربي لجبهة "مريس"، شمالي محافظة الضالع.

وأكدت المصادر أنه تم قتل وإصابة عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، حاولوا الصعود لمرتفعات جبال مريس الغربية من اتجاه (قيعان - هجار)، وحدود "باب غلق" الشمالية.

وباغتت وحدات خاصة من القوات الجنوبية الميليشيات بعملية نوعية، بالتسلل داخل مربع سيطرة الميليشيات في عزلة "بتار" جنوب غرب قعطبة.

وتمكنت هذه القوات مسنودة بأبناء عزلة المشاريح، من التسلل وتنفيذ مهمة عسكرية تم فيها استهداف أحد المواقع التابعة للحوثيين، وأسر عدد من عناصرهم.