لتمويل العمليات الإرهابية.. ثانوية الحوثي ترفع شعار الغش مقابل المال

الأحد 16 يونيو 2019 20:42:02
testus -US
انطلقت امتحانات الثانوية العامة اليوم في صنعاء، في ظل حالة الهياج التي تعانيها مليشيا الحوثي في ظل الخسائر اليومية التي تتلقاها في معركة الضالع، وهو ما انعكس على إجراءاتها الفوضوية التي لا تصب في صالح العملية التعليمية بالطبع ولكنها تستهدف أساسا الحصول على أكبر قدر من الأموال عن طريق تسهيل عملية الغش في مقابل المال.
ولجأت مليشيا الحوثي في سبيل ذلك إلى نشر التابعين لها بلجان الامتحانات من أجل القيام بعمليات بطلجة من شأنها الضغط على أولياء الأمور لإنقاذ مستقبل أبنائهم بطرق غير شرعية، وهو الأمر الذي من شأنه إفشال العملية التعليمية برمتها.
كشف مصدر مسوؤل لدى الحوثيين في صنعاء فضّل عدم الكشف عن هويته، عن تعيين قيادة الميليشيات التي تحكم سيطرتها على التعليم ، بنسبة 70 في المائة من المراقبين ورؤساء ومشرفين موالين لها في العملية الامتحانية.
وأشار إلى أن جميع الطلاب سيتوزعون مطلع الأسبوع المقبل في أكثر من 200 مركز امتحاني بـ10 مديريات بأمانة صنعاء لأداء الامتحانات بحسب "الشرق الأوسط".
وأكد المسؤول التربوي أن عدد المراقبين والمشرفين على سير الامتحانات هذا العام بلغ أكثر من 13 ألف مشرف ومراقب، لافتا إلى أن معظم المشرفين للرقابة على لجان الامتحانات تم تعيينهم من قبل القيادات الحوثية بالوزارة، وهم من خارج الكادر التعليمي الوظيفي.
وعبّر  المصدر ذات، عن سخطه من استمرار الانتهاكات الحوثية الصارخة وغير المبررة في حق التعليم ومستقبل الأجيال وعمليات السطو المليشياوية على الوظيفة العامة، من خلال تعيين مشرفين ومراقبين وغيرهم، ليست لهم بالأساس علاقة بالعملية التعليمية والامتحانية.
وأرجع أسباب توجه الميليشيات لإجراء مثل تلك التعيينات إلى عدم وثوقها بمعظم العاملين بقطاع التربية في مناطق سيطرتها، وادعائها أن الغالبية منهم يكنون لها العداء المبطن ومحسوبين على تيارات وأحزاب لا تعترف بها ولا بشرعية انقلابها. 
ويبلغ عدد الطلاب الذين توجهوا الى الامتحانات لهذا العام 223 ألف طالب وطالبة في المحافظات التي تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي في حين يبلغ عدد المتقدمين لأداء امتحانات الشهادة الأساسية أكثر من 250 طالب وطالبة للعام الدراسي 2018 – 2019م.
ومع استمرار انقطاع مرتبات المعلمين خلال الأربع السنوات الماضية في مناطق سيطرة الحوثي تراجع مستوى التعليم إلى أدنى مستوى وهنا يعبر أولياء أمور الطلبة عن إحباطهم الشديد من المليشيا التي تعمل بشكل ممنهج في تردي المستوى التعليمي في المقابل تنشيط الدورات الثقافية التي تضخ خطاب الكراهية واستهداف شريحة الأطفال والشباب.
ولكن الكارثة مع تردي مستوى التعليم هو انتشار ظاهرة الغش بشكل أكبر وعلانية برعاية حوثية وهو ما يضع التعليم على حافة الانهيار في المناطق غير المحررة، وتخريج جيل جاهل بلا تعليم ولا قيم.
وفي خضم انعدام الثقة هذه بين الميليشيات والإدارة التعليمية لا يستبعد أولياء الأمور وقوع عمليات ابتزاز وضغوط على الطلبة ومقايضتهم بنجاحهم بالامتحانات هذا العام بدرجة جيد جداً وامتياز، مقابل انخراطهم في جبهات القتال الحوثية. 
وليس خافياً على أحد ما حصل العام الماضي والذي قبله من سخرية وعبث بنتائج الامتحانات التي أصبحت مثل اللعبة التي تدار بأيدي الميليشيات، تمنح المعدلات العليا لمن تشاء، وتُسقِطُ امتحانياً من تشاء، ولا تخضع أو تعتمد على معايير المثابرة والاجتهاد من قبل الطلاب.
ومنحت وزارة الميليشيات العشوائية وغير التعليمية شهادات ونتائج إتمام المرحلة الثانوية والأساسية لكثير من الطلاب دون خضوعهم لأداء الامتحانات، وبمعدلات نجاح عالية جداً، وأن مبررات الميليشيات الحوثية حينها كانت أنهم في جبهات القتال والدفاع، حسب ما يزعمون. 
وتحت شعار «على كل طالب يمتحن دفع مبلغ ألفي ريال»، تستعد لجان الإشراف والمراقبة الحوثية للضغط على الطلاب، وكعادتها من كل عام وفي أول يوم امتحاني، لحصد مبالغ مالية طائلة من داخل المراكز الامتحانية، مقابل السماح لهم بالغش دون ممانعة. 
ويروي طالب مجتهد في الأساسية بصنعاء، عن مشرف حوثي تم تعيينه مراقباً بمركز امتحاني سيخضع الطالب للامتحان فيه، قوله للطالب: «افرح وبارك لي... سأكون مراقباً هذا العام بمركزكم، وسأدعمك أنت وزملاءك بكل المواد الامتحانية». 
ولفت الطالب المجتهد إلى أن المراقب الحوثي طرح عليه طلباً بأن يجمع من كل طالب داخل القاعة مبلغ 500 أو 1000 ريال، ويتم تسليمها له ولأصدقائه المراقبين، مقابل فتح المجال على مصراعيه أمامهم لإجراء عملية الغش.