همس اليراع
الضالع ليست وحيدة
د. عيدروس النقيب
طوال الأيام القليلة الماضية وبالذات بعد استشهاد القائد البطل الشهيد سيف بن علي العفيف (سكره)، تلقيت العديد من الرسائل من ناشطين إعلاميين وسياسيين وبعضهم جنود مقاتلين في ميدان المعركة يتحدثون عن الفراغ الكبير الذي تركه الشهيد، ويؤكدون أن شوكة الضالع لن تنكسر لكنهم يبدون قلقهم من عدم القدرة على تغطية الفراغ الذي تركه الشهيد سيف (سُكَّرَه).
الضالع ليست حكراً على أبنائها وحدهم لأنها البوابة الأمامية للجنوب كل الجنوب، ومن هنا فإن مهمة حمايتها والتصدي للعدوان عليها ليست مهمة أبناء الضالع وحدهم، ومن هنا فإن التصدي للهجمات الحوثية المتكررة التي يتباهى بها الكثيرون من المحسوبين على الشرعية، تقتضي أن يلتف حول الضالع كل جنوبي حر يهمه مصير ومستقبل الجنوب وأبنائه.
وعلى ذكر أنصار الشرعية فإن لي صديق كاتب صحفي متميز ينتمي إلى حزب الإصلاح، لا يخفي ابتهاجه بأي خبر ينبئ عن تقدم الحوثيين حتى لو كان هذا التقدم مجرد خبراً مفبركاً، وهو ما يؤكد أن الحملة على الضالع ليست صناعة حوثية فقط بل هي صناعة يشترك في إنتاجها وترويجها والمبالغة في نتائجها شركاء من الأنصار المحسوبين على الشرعية.
الضالع وأبناؤها الأبطال كفيلون بالتصدي لكل عدوان تتعرض له مديرياتهم ومدينتهم ومحافظتهم ، لكن ولأن العدوان على الضالع هو عدوان على كل الجنوب فإن على كل جنوبي حر يشعر بالعار لما ترتكبه الحركة الحوثية من جرائم ضد المدنيين ومحاولة الانتقام للهزائم النكراء التي تعرضت لها عام 2015م على أيدي المقاومة الجنوبية البطلة وفي المقدمة منها المقاومة في الضالع، فإن التصدي للعدوان يحتم على كل جنوبي حرِّ أن لا يدخر جهدا في نصرة ال ضالع وأبنائها، كل فرد بما يمتلك من طاقات وكل جماعة بما تستطيع من قدرات.
ستنتصر الضالع لأنها على حق وهذه حتمية الصراع بين الحق والباطل، ولكن كلفة النصر ستكون أقل عندما يتقاسمها كل الجنوبيين من أقصى الجنوب إلى أقصاه، لكن العار كل العار سيلحق بأولائك الجنوبيين الذين يتفرجون باستمتاع على معاناة أبناء الضالع ويفعلون ذلك نكاية بانتصار الضالع للحق الجنوبي في اختيار الطريق المستقل لأجياله القادمة.