بفعل جرائم الحوثي..مزارع اليمنيين الخصبة تتحول إلى حقول قاتلة
الاثنين 17 يونيو 2019 00:50:41
يواجه اليمن أزمة غذاء طاحنة ليس فقط بسبب الحرب التي تستمر لعامها الخامس من دون أمد سياسي للحل ما أثر على قدرات البلاد الإنتاجية بشكل عام، ولكن أيضا بسبب المليشيات الانقلابية التي لم تكتفي بجرائمها ضد المدنيين وذهبت باتجاه تفخيخ الأراضي الزراعية التي كانوا يعتمدون عليها بشكل أساسي.
وبالرغم من أن المليشيات الحوثية فخخت الكثير من الطرق والمناطق المدنية الصحراوية لكنها وجدت ضالتها لإطالة أمد الحرب من خلال التوسع في تفخيخ المناطق الزراعية لما لها من تأثير مباشر على أوضاع المواطنين.
وكشفت دراسة اقتصادية صدرت مؤخرا، أنّ ميليشيا الحوثي الانقلابية حولت سهول ووديان تهامة التي يطلق عليها اسم "سلة اليمن الغذائية" من حقول زراعية إلى حقول ألغام وموت لا يتوقف عن حصد أرواح الأبرياء من سكان السهل التهامي.
وأضافت الدراسة التي أعدها خبراء دوليون أن ألغام ميليشيا الحوثي التي زرعتها في سهل تهامة، تسببت بانخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38% خلال العام الماضي، وفقدان الآلاف من السكان لمصدر عيشهم.
وذكرت الدراسة، التي حملت عنوان "تأثير الحرب على التنمية في اليمن"، أن عائدات المزارعين في منطقة تهامة انخفضت بنحو 42% عن مستويات ما قبل الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وفخخت ميليشيا الحوثي سهل تهامة الواقع في الجزء الغربي لليمن، على امتداد الشريط الساحلي للبحر الأحمر من باب المندب إلى آخر الحدود مع السعودية، وحولته إلى مناطق عسكرية وهجّرت المزارعين. وقد قتلت الألغام الآلاف من أبناء تهامة.
أوضحت الدراسة أن تعرض المحاصيل والحقول للتفخيخ والهجوم المباشر من قبل ميليشيا الحوثي أجبرت المزارعين على التخلي عن الأرض، وهجرت العمال الزراعيين. وهذا الأمر، بالإضافة لنقص الوقود وزيادة تكلفة الإنتاج والنقل، تسبب في انخفاض الإنتاج الزراعي في سهل تهامة والمناطق اليمنية بشكل كبير.
وتفرض ميليشيا الحوثي حصاراً قاسياً على سكان السهل التهامي في محافظة الحديدة، ما قاد إلى اتساع الفقر والجوع والمرض. وقد وظهرت حالات المجاعة في العديد من مناطق الحديدة، إلى جانب زيادة حالات سوء التغذية بين الأطفال.
وأرجعت الدراسة انخفاض الاستثمارات الزراعية التي تزيد من القدرة الإنتاجية، إلى نشر الألغام ونزوح العمال أو إصابتهم أو قتلهم، وغلاء أسعار المدخلات الرئيسية مثل البذور أو الأسمدة وصعوبة الحصول عليها.
واعتبر خبراء اقتصاديون أن تحويل المناطق الزراعية في سهل تهامة إلى حقول ألغام "كارثة اقتصادية كبيرة" ليس بسبب تراجع الإنتاج والمساحات الزراعية خلال السنوات الماضية فقط.
لكن أيضاً بسبب تجميد الأراضي الزراعية لعقود، حيث باتت منطقة خطرة، وذلك حتى انتهاء مسح ونزع الألغام، وهو يحتاج لسنوات وتمويلات هائلة.