نجاحات الجنوب تلقي في قلوب الإصلاح الرعب.. كيف جُنَّ جنون الإخوان؟
لا تمثل النجاحات المتعاظمة التي يحقّقها الجنوب على الصعيدين السياسي والأمني فقط بادرة أمل لشعبه من أجل استعادة دولته وفك ذلك الارتباط بل قذفت الرعب في قلوب أعداء الجنوب، وفي الصدارة منهم حزب الإصلاح.
الحزب الذي يمثل الذراع الإرهابية لجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، أثبت مدى الرعب الذي ينتابه جرّاء توجّه الجنوب نحو استعادة دولته، وعمد - بسبب اختراقه الواضح للشرعية - إلى تحويل بوصلة المعركة، وحذف من صدارتها مليشيا الحوثي الانقلابية.
في الأيام الماضية، زادت وتيرة المؤامرات التي يكيلها "الإصلاح"، وكان آخرها إشعال قوات الجيش الموالية للقيادي الإخواني البارز علي محسن الأحمر الفتنة في مديرية عتق بمحافظة شبوة، وإشعالها مواجهات دامية مع قوات النخبة الشبوانية، على خلفية استحداث الجيش التابع للمنطقة العسكرية بالمدينة نقاط تفتيش بجانب نقاط النخبة.
وقد كشفت مصادر مقربة من لجنة الوساطة، لـ"المشهد العربي"، عن رفض الأحمر، القبول بمقترحات لجنة الوساطة بانسحاب اللواء 21 وإلغاء القوات المشتركة وتسليم ملف أمن مدينة عتق للأجهزة الأمنية لإنهاء التوتر مع قوات النخبة، موضحةً أنّ الوضع في المدينة قابلٌ للانفجار بسبب تعنت قيادة القوات الشرعية.
المصادر أوضحت أنَّ اللجنة صُدِمت من رفض قوات الأحمر تهدئة التوتر وسحب قواتها، مشيرةً إلى أنَّ قيادة الجيش من خلال رفضها تسعى لخلق فوضى والاقتتال بين أبناء المحافظة من خلال تصرفاتها الرافضة للوساطة والتهدئة.
النخبة الشبوانية كانت قد أعادت انتشارها داخل مدينة عتق الاثنين الماضي، الأمر الذي قوبل بتأييد كبير من قِبل المواطنين الذين أعربوا عن سعادتهم الكبيرة وتأييدهم لإعادة انتشار قوات النخبة، موضحين أنّ هذا الانتشار سيعيد الأمن والسكينة إلى مركز محافظة شبوة، بعد أن شهدت انفلاتاً ملحوظاً في ظل غياب قوات النخبة خلال الأشهر الماضية، وأعلنوا تعاونهم مع قوات النخبة، فيما من شأنه تعزيز عوامل الاستقرار في المدينة، وهو ما أثار غضب القوات التابعة للأحمر.
في الوقت نفسه، بدأ الناشط الإخواني أنيس منصور الذي تنفق عليه قطر، والذي يُعرف بأنّه مقربٌ من "الرئاسة"، حملةً لم تقتصر على محاولة النيل من الجنوب وحق شعبه في تحديد مصيره، بل عمد إلى الإساءة إلى طرف أصيل في التحالف العربي، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي حملة شاركت فيه الكتائب الإلكترنية الإخوانية.
لم يقتصر الأمر عند هذه الحملة التي قادها "الإخواني أنيس"، بل بات سائداً لدى العديد من عناصر الإصلاح، لا سيّما النافذين في الحكومة، حالة خوف كبيرة، جعلت أحاديثهم في الفترة الأخيرة تُركِّز على محاولات النيل من الجنوب بدلاً من التصدي للخطر الحوثي.
ويمكن فهم انكماش "الإصلاح" عن مواجهة المليشيات الحوثية، بأنّ هناك تحالفاً تتمدّد أواصره يوماً يوم بعد بين الجانبين، وذلك على الرغم من ارتداء الإخوان "عباءة الشرعية"، إلا أنَّهم سلّموا الانقلابيين العديد من المناطق الاستراتيجية التي كانت قد تحرَّرت، كما تورّط الجانبان في جرائم تهريب أسلحة ومخدرات، أدرّت عليهما الكثير من الأموال.
وعلى مدار سنوات الأزمة "المتعاقبة"، تتكشَّف يوماً بعد يوم العلاقات المشتركة بين الحوثي والإصلاح، ولأن هذا الحلف من شأنه أن يكشف عن الحجم الكبير في مؤامراتهما ضد اليمن، أمناً وشعباً وهوية، لجأ الحوثي والإصلاح إلى خطة الخديعة الكبرى.
أول محاور الخطة كانت حوثية من المقام الأول، إذ نشرت أبواق إعلامية موالية للمليشيات تصريحات لرئيس ما يسمى المجلس السياسي المدعو مهدي النشاط، يدعي فيها وجود علاقات بين مليشياته والمجلس الانتقالي الجنوبي.
بعيداً عن هذيان المشاط والتي يمكن اعتبارها محاولة حوثية لخلط الأوراق في ظل الخسائر الهائلة التي تتلقاها مليشياته أمام القوات الجنوبية، كانت هي المحور الأول، ولولا المحور الثاني لما فضح المخطط.
نشر تصريح المشاط كان أشبه بساعة صفر، أتت بانطلاق الهجوم، ففي توقيت متزامن وبمصطلحات وعبارات فضحهها تشابهها، خرجت الكتائب الإلكترونية الإخوانية لتكيل الاتهامات ضد الجنوب ومجلس الانتقالي، وتدعي وجود علاقات مع الحوثيين.
العديد من الأسباب يمكن قراءته من هذا المخطط الحوثي الإخواني، لعلَّ أولها الانتصارات المتعاظمة التي تحققها القوات الجنوبية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة وعلى رأسها الضالع، والتي تكبَّد فيها الانقلابيون مؤخراً خسائر غير مسبوقة.
سببٌ ثان يمكن قراءته كذلك مما حدث، وهو الضغط الكبير الذي بات يتعرض له حزب الإصلاح في الفترة، ومدعى هذا الضغط هو الكم الكبير من الفضائح والجرائم الإخوانية سواء فيما يتعلق بالصعيد العسكري من خلال انسحاب قادة وعناصر الإصلاح من عديد المواجهات أمام الحوثيين، بل وتسهيل سيطرتهم على مناطق استراتيجية محررة.