الأحمر في مأرب.. مخطط قطري إيراني لضرب السعودية والإمارات

رأي المشهد العربي

لم يتحرك "النائب الخائن"، علي محسن الأحمر لدعم أي من الجبهات التي تواجه مليشيا الحوثي، لكن حينما تحرك من موقعه كان الهدف تخريب الجنوب والسيطرة على مقدراته ومحاولة إفشال قواته التي تلقن المليشيات الإيرانية درسا لن تنساه في الضالع، وبالتالي فإن وصوله إلى مأرب بالتأكيد جاء بتعليمات إقليمية من قطر وإيران لضرب المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة أكبر شريكين في التحالف العربي.

وصول محسن الأحمر إلى مأرب وحشده للقوات ومحاولة الزج بها في شبوة لتعقيد الوضع الأمني هناك، يعبر عن رغبة قطرية في تحقيق انتصار على التحالف العربي الذي كشف خيانتها وطردها من القوات الطاهرة التي تسعى لإنهاء الانقلاب، في وقت تحاول فيه إيران أن تخفف من الخسائر التي يواجهها الحوثي في الضالع والحفاظ على صورة المليشيات الذهنية التي تسعى لتثبيتها في وجدان المواطنين اليمنيين تحديدا وأنها اعتمدت عليها في تنفيذ عمليات إرهابية نيابة عنها.

يسعى علي محسن الأحمر لأن ينجح في إعادة التوتر إلى محافظات الجنوب مرة أخرى بعد أن تأكد بأن قواته التي يدعمها أضعف كثيرا من القوات المسلحة الجنوبية الباسلة والتي تخوض معاركها بشرف، وبالتالي فإن الأمر يرتبط أيضا بنقص شخصي يحاول من خلاله الحفاظ أيضا على صورته، وفي الوقت ذاته فإن نجاحه في تلك المهمة ستجعله عميل قطري إيراني مهم، بل أن وجود تفاهمات سرية بين الإصلاح والحوثي تصب لصالح الإصلاح ليست بعيدة عن هذا المخطط.

يعتبر الجنوب كنزا بالنسبة لمحور (قطر وإيران وتركيا)، لأن الساحل الغربي منه يطل على البحر الأحمر، وبالتالي فهو أداة لتحقيق مكاسب إقليمية عديدة، ووسيلة رائجة لإنقاذ هذا المحور من حصاره الذي تفرضه عليه الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دول المقاطعة العربية ( مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، وكذلك فإن علي محسن الأحمر يبحث عن الانتقام من أبناء الجنوب الذين لقنوه وقواته دروسا عديدة انتهت بطرد الإخوان من محافظات الجنوب واعتبارهم تنظيما إرهابيًا.

وبالتالي فإن قطر تدعم الأحمر بكل ما أوتيت من قوة، ولعل هذا الدعم كان دافعا لأن يتحرك بنفسه للإشراف على العمليات الإرهابية التي تخطط لها قواته، لكنه في المقابل سيصطدم بأمر آخر وهو ضعف قواته وتسريح غالبيتهم، ما يشي بأنه قد يستعين بالمليشيات الإخوانية التي أسسها الإصلاح في أكثر من منطقة على رأسها تعز والتي تعرف باسم "مليشيا الحشد الإخوانية".

وقالت مصادر عسكرية أن نائب الرئيس علي محسن الأحمر عاد إلى مدينة مأرب وعقد اجتماعاً مع قيادات عسكرية فور وصوله، مشيرة إلى أن عودته إلى مدينة مأرب جاءت لمتابعة الأحداث في مدينة عتق بمحافظة شبوة.

وحذرت المصادر من مخططات علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح؛ لتفجير الوضع العسكري في مدينة عتق من خلال إرسال تعزيزات متفرقة وسرية إلى شبوة لدعم القوات الموالية للأحمر هناك.

وأضافت المصادر أن علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح يكرسون جهودهم حالياً لإشعال الفتنة في محافظات جنوبية، ولم تعد محاربة الحوثيين ضمن اهتمامهم او أجندتهم.

ويملك الأحمر وحزب الإصلاح قوات عسكرية كبيرة في مدينة مأرب تحت مسمى الجيش الوطني، والتي تحولت إلى أداة للفساد وسرقة المال العام، دون أن تقوم هذه القوات بأي دور في محاربة الحوثيين.

وتحولت مأرب، التي تعد محافظة إستراتيجية في العمليات العسكرية للشرعية شمال اليمن إلى وكر للإخوان، وبات معظم إن لم يكن كل الدوائر العسكرية التابعة لوزارة الدفاع للشرعية بما فيها الإمداد والدعم اللوجستي والاستخبارات العسكرية للوزارة وجهازا استخبارات وأمن مأرب؛ كلها بيد قيادات إخوانية، والأكثر فداحة أن معظم هذه القيادات تنتمي لحزب الإصلاح التي تتكون من العصابات ويعتمدها الحوثي وتسانده في كل معاركه.