بعد طرد الطيارين الأتراك.. أمريكا توقف بيع F 35 لأنقرة

الخميس 18 يوليو 2019 00:50:28
بعد طرد الطيارين الأتراك.. أمريكا توقف بيع "F 35" لأنقرة

أكّد البيت الأبيض، الأربعاء، أنّه لن يبيع تركيا مقاتلات أف-35 كما لن يسمح لها بالمشاركة في برنامج تطوير هذه الطائرات، وذلك بسبب شرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية أس-400 التي "ستستخدم لاختراق" الأسرار التكنولوجية لهذه المقاتلة الشبح.
وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام في بيان "للأسف، إن قرار تركيا شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية اس -400 يجعل استمرار مشاركتها في برنامج طائرة أف -35 مستحيلاً".
إلا أن المتحدّثة شدّدت على أنّ الولايات المتحدة "ستواصل تعاونها مع تركيا على نطاق واسع، مدركة في الوقت نفسه القيود الناجمة عن وجود منظومة أس-400 في تركيا".
من جهة أخرى، أعلن البنتاغون أن أميركا ستبدأ باستبعاد تركيا رسميا من برنامج المقاتلة F 35.
وقال البنتاغون إن مصير تركيا في حلف شمالي الأطلسي أمر يقرره الحلف نفسه.
"طرد الطيارين"
كذلك طلبت واشنطن من الطيارين الأتراك المغادرة بحلول 31 يوليو/تموز، حيث وضعت واشنطن خطة لاستبعاد تركيا، العضو بالناتو، من برنامج تصنيع المقاتلة الأميركية الشبح المتطورة طراز F-35، التي تشمل وقفا فوريا لأي تدريب جديد للطيارين الأتراك على الطائرة المتقدمة، في خطوة تعتبر فيها الولايات المتحدة قد رفعت فيها سقف المواجهات مع تركيا بشأن شراء الأخيرة صفقة صواريخ روسية الصنع طراز S-400.
أميركا تبحث الرد
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، يبحثان خيارات الرد على شراء تركيا منظومة الصواريخ الروسية.
فيما وجّه الرئيس الأميركي أصابع اللوم إلى إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، معتبراً أن رفضها بيع تركيا صواريخ باتريوت تسبب في لجوئها لروسيا.
وقال ترمب "نحن نتحدث مع تركيا، لدينا علاقات جيدة لكن بصراحة الوضع معقد فإدارة أوباما لم تسمح ببيع صواريخ لتركيا.. كانوا بحاجة إلى الصواريخ للدفاع عن بلادهم، ولم يتم بيعها لهم تحت أي ظروف لفترة طويلة، وعندما علموا أنها تريد شراء صواريخ من روسيا هرع الجميع ليقولوا لتركيا حسناً سنبيعكم الصواريخ..".
"مخيبة للآمال"
من جهة أخرى، وصف مارك إسبر، مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع، قرار تركيا شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس. 400" بأنه "مخيب للآمال"، في تصريحات تكسر أياماً من الصمت من جانب الإدارة بشأن الإجراء الذي اتخذته تركيا شريكة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي.
وقال إسبر، في شهادة الثلاثاء، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "لقد كانوا حليفا قويا للغاية منذ فترة طويلة في حلف الأطلسي، لكن قرارهم بخصوص "إس. 400" قرار خاطئ ومخيب للآمال".
كذلك اعتبر إسبر أنه لا يمكن لتركيا أن تمتلك الطائرة "إف-35"، المقاتلة المتطورة القادرة على التخفي عن الرادار، ومنظومة "إس-400" الروسية للدفاع الجوي في آن وحد.
أيضا أضاف، في جلسة التصديق على تعيينه أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "السياسة التي أبلغت بها نظيري، إن تم التصديق على تعييني، وزير الدفاع (التركي) هي أنه يمكنكم امتلاك منظومة إس 400 أو إف 35، لا يمكنكم امتلاك الاثنين".
وأعلن قائلا: "حيازة منظومة إس 400 تقوض بشكل أساسي قدرات إف 35 وقدرتنا على الاحتفاظ بالتفوق الجوي فيما بعد".
فيما يعد هذا أول رد فعل رسمي للبنتاغون منذ أن بدأت تركيا الجمعة، تسلّم أول دفعة من صواريخ "أس 400" روسية التي تعتبر واشنطن أنها تناقض ترتيبات الحلف الأطلسي علماً بأن أنقرة عضو فيه.
"خطر"
وترى واشنطن أن ثمة خطراً أن تسمح الصواريخ الروسية لموسكو بخرق الأسرار التكنولوجية لطائرة "إف 35" الأميركية الجديدة التي تريد تركيا التزود بها أيضا.
ومطلع حزيران/يونيو أعطى البنتاغون مهلة لأنقرة حتى 31 تموز/يوليو للتخلي عن تسلم الصواريخ الروسية تحت طائلة استبعادها من برنامج مقاتلة "إف 35" الذي تشارك فيه تركيا.
أما الكونغرس الأميركي فقد صوت على عدة قرارات تطلب من السلطة التنفيذية فرض عقوبات على تركيا في حال لم تعدل عن تسلم الصواريخ الروسية، لكن أي نائب لم يسأل إسبر ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستعلن هذه العقوبات.