بمشاركة أدباء وكتاب.. الانتقالي ينظم ندوة حول تاريخ علاقة عدن السياسية بالولايات المتحدة

الثلاثاء 23 يوليو 2019 11:25:05
بمشاركة أدباء وكتاب.. " الانتقالي " ينظم ندوة حول " تاريخ علاقة عدن السياسية بالولايات المتحدة "

تحت عنوان: "أهمية عدن في السياسة الأمريكية - علاقات لها أكثر من مائة عام" نظمت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن بالتعاون مع اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن عصر أمس الاثنين ندوة ثقافية في مقر انتقالي مديرية المعلا في شارع الشهيد مدرم.
وأكد الأديب نجمي عبد المجيد، رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن أن "أول سفينة أمريكية تزور عدن كان في عام 1804م، في حين أن القنصلية الأمريكية أُنشأت في عدن بشكل رسمي عام 1895م، وأن كانت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قد عينت في عام 1879م أحد التجار الأمريكيين في عدن قنصلًا فخريًا، وهو المستر (وليم لوكر مان)".
وأضاف: "وتعتبر القنصلية الأمريكية القنصلية الوحيدة لأمريكا الموجودة على الجانب الشرقي للبحر الأحمر، وتعمل كبرج مراقبة لأمريكا في المنطقة".
وتابع: "في 1902م أُقيم أول بيت تجاري أمريكاني في عدن، وهو الأول على مستوى الجزيرة العربية، وفي 1920م أسس الرائد الأمريكي (كرو فورد) الشركة الشرقية، والمؤسسة العامة للنفط في عدن، والتي تعتبر الأولى على مستوى الجزيرة العربية أيضًا، وفي عام 1928م قام المهندس الأمريكي (توشل لكرين) بعمل التنقيب على النفط والمعادن في عدن والمناطق المحيطة بها، فيما كان تأسيس أول شركة أمريكية لصناعة الجلود في عام 1935م".
واستطرد: "في عام 1925م أصبح التنافس (الأمريكي – الإنجليزي – الفرنسي) على بترول العراق، بالإضافة الى تنافس أمريكا وبريطانيا على منابع البترول في الجزيرة العربية ومناطق البحر الأحمر، حالة معروفة من ضمن الصراع الدولي على المصالح الاقتصادية الجديدة".
وأكمل: "من القضايا التي عملت عليها القنصلية الأمريكية في عدن تطوير العلاقات، وكذا مراقبة منطقة القرن الأفريقي عبر خطوط خليج عدن وباب المندب في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنها عملت على تسويق البضائع الأمريكية إلى اليمن عبر عدن التي كانت السوق الرئيسي لتجارة السيارات الأمريكية في جنوب البحر الأحمر، كذلك كان ميناء عدن المركز الرئيسي لتصدير البن الحبشي بواسطة وكلاء الأمريكان".
وأشار إلى أنه رغم أن القنصلية الأمريكية كانت تواجه عقبات ومسؤوليات إلا انهُ يمكن القول أن تلك القنصلية كانت من أنشط القنصليات الأمريكية، فحجم المعلومات التي كانت تجمعها يدل على كفاءتها العالية وذلك انطلاقًا من إدراك موظفي القنصلية أهمية المناطق بالنسبة للمصالح الأمريكية في ذلك الوقت وفي المستقبل".
وأكد أن "قسم الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية كان مهتمًا كثيرًا بالمعلومات التي تبعث بها القنصلية بعدن، لكن السلطات الأمريكية لاحظت أن الطابع السياسي هو الغالب في التقارير التي تصلها من قنصلية عدن، لافتا إلى أن الحاجة ماسة لتقارير تجارية تغطي (جيبوتي، الحبشة، المكلا، الحديدة، جدة، الحجاز) حتى يمكن فتح مجالات أمام التجارة الأمريكية".
وأوضح نجمي:"في عام 1927م بعث نائب القنصلية الأمريكية في عدن (بارك) بمذكرة إلى الخارجية الأمريكية تتضمن إقامة علاقة مع الإمام اليمني، غير أن الخارجية الأمريكية رفضت، وبررت بعدة أسباب أهمها (أن أوضاع اليمن غير مستقرة، بالإضافة إلى عدم وجود حدود واضحة المعالم لليمن مع جيرانها، الى جانب عدم وجود علاقات سليمة مع جيرانها، بالإضافة إلى أن المصالح الأمريكية مع اليمن لا ترقى إلى حد الاعتراف بها".
وأضاف: "كانت القنصلية الأمريكية في عدن لا تميل إلى الرأي القائل انه من الضروري الربط بين الاعتراف بمملكة الحجاز وسلطنة نجد بالاعتراف بأمام اليمن؛ لان مكانة مملكة الحجاز وسلطنة نجد، كما تراها القنصلية في المجتمع الدولي، تفوق ما لليمن من مكانة لعدد من الأسباب أهمها أن علاقة اليمن الخارجية على محاور حدودها سيئة ومثيرة للنزاعات، بالإضافة لغياب التمثيل الدبلوماسي اليمني، وضعف علاقات الحكومة اليمنية بالتركيبات القبلية الداخلية، إلى جانب أن قنصلية أمريكا بعدن تستطيع أن تشرف على مصالح أمريكا في اليمن نظرًا لقربها من عدن".
وتابع: "قامت قنصلية أمريكا بعدن برصد الصراع بين اليمن وحدود الجنوب العربي، وكذا مع السعودية، وقد خلص تقريرها إلى أن الحرب السعودية اليمنية عام 1934م أدت لاستيلاء السعوديين على الحديدة، ومعنى هذا ضياع الميناء الرئيسي لليمن، كما أن شق طرق المواصلات عام 1935م مثل طريق (لحج – تعز – المخا، والحديدة – صنعاء) كان يتطلب استخدام السيارات".
بعدها، فُتح باب المداخلات بدأها عبد الناصر الوالي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، رئيس القيادة المحلية للمجلس بالعاصمة عدن الذي أشاد بأهمية الندوة والمعلومات الغزيرة التي طُرحت فيها.
وقال : "المعلومات التي تتحدث عن الأهمية الإستراتيجية الكبيرة لعدن والأطماع المحيطة بها لا يجب أن تحبطنا، وهذا قدرنا طالما ونحن نعيش على هذه الأرض، فهذه أرض أطماع، وكل العالم يريد أن يكون شريكًا لنا".
وأضاف: "لا يوجد مشكلة فيمن يريد أن يكون شريكًا معنا باعتبار منطقتنا منطقة عالمية، لكن بعض العقول في هذا العالم تريد أن تكون بديلًا عنا، وتريد أن تستحوذ وتأخذ كل شيء".
وتابع الوالي: "نحن مقبلين على تغييرات كبيرة ويجب أن نعمل أكثر، وأن نتصرف بحنكة عالية".
من جانبه، أكد عضو هيئة رئاسة المجلس، رئيس لجنة الإغاثة والأعمال الإنسانية بالمجلس معدنان الكاف، على ضرورة اغناء هذه المحاضرة بمحاضرات أخرى.
وقال : "على الدائرة الثقافية أو الدائرة السياسية في القيادة المحلية بعدن ان تتبنى المحاضرة بشكل أوسع بحيث تكون الفائدة عامة، ويدعى لها كثير من الباحثين لإخراجها بمخرجات غنية كورقة عمل تفيد القارئ السياسي أو صاحب القرار السياسي لأخذ رؤية متكاملة لما يريد أن يقدم عليه في الفترة القادمة".
وأضاف الكاف: "أتمنى أن تكون هناك ورشة بأسرع وقت يحضرها أكثر من باحث وتتشعب لأكثر من محور وتتحول إلى كُتيب".
وفي ختام المداخلات، تحدث نجيب سلمان عن ضرورة الابتعاد عن الطائفية بقدر الإمكان.
وجاءت الندوة بعد اللقاء الذي أجراه رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزُبيدي منتصف يونيو/حزيران الماضي مع وفد الباحثين الأمريكيين برئاسة جيرالد فايرستاين، سفير أمريكا السابق إلى اليمن، والذي ضم 18 عضوًا من الباحثين والخبراء من مؤسسات بحثية وإستراتيجية أمريكية مختلفة.