الحبار علاج واعد للسرطان
الكليماري أو الحبار يعتبر من أشهر الأسماك الغنية بزيت "الأوميجا 3 "، الذي يساهم في رفع معدلات الأحماض الدهنية في الجسم، ولكنه مؤخرا قد يكتسب شهرة أكبر بعد اكتشاف فائدة مادة الحبر التي يفرزها، التي قد تكون علاجا واعدا للسرطان.
والحبر مادة سوداء ينتجها الحبار في حالة الخطر، ويستخدمها للتخفي من الأسماك الكبيرة أو الصيادين، واكتشف باحثون من جامعة "ووهان" الصينية من خلال التجارب التي أجريت على فئران، احتواء تلك المادة على جزيئات نانوية تمنع بقوة نمو الأورام السرطانية.
وأعزى الباحثون قدرة هذه الجزئيات على تحقيق تلك الفائدة بسبب احتوائها على صبغة الميلانين، إلى جانب الأحماض الأمينية والسكريات الأحادية (السكريات البسيطة) والمعادن وغيرها من المركبات، وذلك وفق الدراسة التي نشرتها دورية ACS Nano العلمية، وكتب موقع Phys.org المعني بمتابعة الأخبار العلمية تقريرا عنها في 22 يوليو/حزيران الجاري.
ونقل الموقع عن الباحثين المشاركين في الدراسة قولهم: "إن الجسيمات النانوية الخاصة بحبر الحبار يمكنها تعديل الوظيفة المناعية في الأورام، وعندما تقترن بالإشعاع، يمكن أن تمنع نمو الورم تمامًا".
واختبر الفريق البحثي في البداية تعديل تلك الجسيمات للوظائف المناعية، وثبت أن احتوائها على (عديد السكاريد) يمنحها القدرة على إعادة برمجة الخلايا البلعمية لتصبح من النوع الذي يبتلع ويدمر الخلايا السرطانية من خلال عملية البلعمة وبتفعيل الخلايا التائية المناعية.
ويمكن أن تتخذ الخلايا البلعمية نوعان، الأول M1 والثاني M2، ويساعد الأول على ابتلاع وتدمير الخلايا السرطانية من خلال عملية البلعمة وبتفعيل الخلايا التائية المناعية، ويقمع الثاني هذه الوظيفة المناعية، مما يسمح لنمو الورم بالاستمرار دون رادع.
ويقول دكتور بانج هو زهو، من مستشفى رينمين بجامعة ووهان، في التقرير الذي نشره موقع Phys.org : "في بيئات الورم يتجاوز النوع الثاني الأول، ولكن جسيمات حبر الحبار تساعد على إعادة برمجة البلاعم من النوع الثاني المدمر إلى النوع الأول المفيد، وهو ما أثبتته التجارب على الفئران، حيث أثبت العلاج القائم على الجسيمات النانوية فعاليته في تعديل الوظائف المناعية النانوية ولم تكن له أي آثار سلبية تتعلق بالسمية، لكنه لا يقضي على الورم تماما".
ويضيف: "انتقلنا بعد ذلك إلى مرحلة المزج بين جزيئات حبر الحبار، وهي كروية ويبلغ قطرها حوالي 100 نانومتر، وبين العلاج الإشعاعي، ووجدنا أن تشعيعها بالأشعة تحت الحمراء القريبة تسبب في قتل حوالي 90٪ من خلايا الورم".
وأعزى دكتور زهو ذلك إلى أن المحتوى العالي من الميلانين في الجسيمات النانوية، مشيرا إلى أنه يلعب دورًا رئيسيًا في عملية التشعيع، لما لديه من قدرة تحويل ضوئي جيدة بشكل جوهري.