لأول مرة في تاريخها.. إيران تسمح للأجانب بدخول أراضيها دون ختم جوازات سفرهم
بعد قرار الحكومة الإيرانية في 19 يونيو الماضي، بالسماح لحاملي الجوازات الأجنبية الدخول إلى أراضيها دون ختم جوازات سفرهم، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، بدء تنفيذ القرار الذي أصدره الرئيس الإيراني حسن روحاني بخصوص عدم ختم جوازات سفر الأجانب الذين يزورون إيران.
وقال الموقع الإعلامي لوزارة الداخلية الإيرانية نقلا عن المتحدث باسم الوزارة، سيد سعيد ساماني: "تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية الأخير بخصوص عدم ختم جوازات سفر الأجانب عند دخولهم إيران والخروج منها، فعّلت لجنة عمل الحدود في مجلس الأمن القومي قرار عدم ختم الجوازات الأجنبية".
وأوضح: "بعد الفحص وإجراء الدراسات والتنسيق مع دائرة الهجرة والجوازات في الشرطة وسائر الأجهزة المرتبطة، تم تنفيذ هذا القرار في كافة المنافذ الحدودية الرسمية البرية والبحرية والجوية".
المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، قال: "وفقا لقرار الرئيس يسمح من الآن فصاعدا للسياح الأجانب أن يزوروا إيران دون ختم جوازات سفرهم".
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أصدرت قرارا في أواخر حكم الرئيس السابق باراك أوباما يمنع أتباع 38 دولة من ضمنها دول الاتحاد الأوروبي، الذين سافروا خمس سنوات قبل صدور القرار الأميركي إلى إيران من السفر إلى أميركا كالسابق، أي دون الحصول على تأشيرة أو بواسطة التأشيرات الإلكترونية.
وشمل القرار الأميركي الذين يتمتعون بالمواطنة المزدوجة، ومن ضمنهم إيرانيون يحملون جنسيات الدول التي لا يحتاج مواطنوها إلى تأشيرة دخول لدى السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، مثل بريطانيا وأستراليا وفرنسا، حيث بات من الضروري أن يقدم هؤلاء طلبا للحصول على تأشيرة.
وعرقل هذا القانون الذي تمت الموافقة عليه في أميركا قبيل توقيع الاتفاق النووي مع إيران في 2015، زيارات الكثير من رجال الأعمال، خاصة الأوروبيين الذين كانوا يطمحون للاستثمار في"الأسواق الإيرانية الواعدة" بعد إبرام الاتفاق مع دول 5+1.
وكانت حكومة باراك أوباما وعدت المفاوضين الإيرانيين إلغاء هذا القانون بعد التوقيع على الاتفاق النووي، إلا أن دخول دونالد ترمب البيت الأبيض وخروجه من الاتفاق النووي "الأسوأ" وفق تعبيره، وفرضه عقوبات مشددة لم تطل المجالات الاقتصادية والمالية الإيرانية فحسب بل طالت أبرز شخصياته من المرشد علي خامنئي إلى وزير الخارجية جواد ظريف، فقد بات الأمل في أن تعيد واشنطن النظر في قانون التأشيرات أمرا صعب المنال، ما دفع إيران لإصدار قرار رئاسي يلغي ختم جوازات سفر الأجانب بغية تسهيل دخولهم الأراضي الإيرانية دون أن يتعرض لهم القانون الأميركي.
هذه المرة الأولى التي تقرر فيها إيران رسميا عدم ختم جوازات سفر الأجانب لدى دخولهم إلى أراضيها والخروج منها، ولكن كانت سمحت إيران بشكل غير رسمي لعناصر من القاعدة عبور أراضيها دون أن تختم جوازات سفرهم، حيث اعترف معاون السلطة القضائية الإيرانية، محمد جواد لاريجاني في أيار/ مايو الماضي في تصريحات، أن طهران سهلت مرور عناصر القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك.
وكشف لاريجاني، خلال مقابلة حصرية مع التلفزيون الإيراني الرسمي يوم 30 أيار/مايو 2018، عن تفاصيل مرور عناصر القاعدة فقال: "جاء في تقرير لجنة هجمات 11 سبتمبر المطول، والتي ترأسها شخصيات مثل لي هاميلتون وغيره، ذكروا في صفحات 240 و241 أي في صفحتين أو ثلاث، استفسارات حول دور إيران في القضية، مشيرين إلى أن هناك مجموعة تقارير أفادت بأن عناصر القاعدة الذين كانوا يريدون الذهاب من السعودية وبلدان أخرى إلى أفغانستان أو أي مكان آخر، ودخلوا الأراضي الإيرانية برحلات جوية أو برية، طلبوا قرب الحدود من السلطات الإيرانية ألا يتم ختم جوازات سفرهم لأنه إذا علمت الحكومة السعودية بمجيئنا إلى إيران ستقوم بمحاسبتنا".
وأضاف: "حكومتنا وافقت على عدم ختم جوازات سفر بعضهم، لأنهم عبروا بشكل رحلات "ترانزيت" لمدة ساعتين وكانوا يواصلون رحلتهم دون ختم جوازاتهم، لكن كل تحركاتهم كانت تحت إشراف المخابرات الإيرانية بشكل كامل".
لطالما اتسمت العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بالكثير من الحميمية في زمن شاه إيران، محمد رضا بهلوي، حيث بقيت تلك العلاقة ممتازة حتى قيام الثورة الإسلامية عام 1979 لتنقلب بعدها الأمور رأساً على عقب وتتخذ منحى عدائي، وصلت إلي فرض عقوبات على طهران والتهديد بحرب نووية بين البلدين.