مراكز حوثية صيفية.. الحديدة تدفع الثمن الأبشع (أرقام وأسماء وتفاصيل)

الجمعة 9 أغسطس 2019 00:42:35
مراكز حوثية صيفية.. الحديدة تدفع الثمن الأبشع (أرقام وأسماء وتفاصيل)

دفعت محافظة الحديدة، ثمناً باهظاً جرّاء الممارسات العنصرية والطائفية التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية، لتعزيز نفوذها ومصالحها، مُخلِّفةً مأساة إنسانية لم يسبق لها مثيل.

إحدى هذه الممارسات الحوثية يتمثّل في المراكز الصيفية التي أقدمت المليشيات على التوسُّع في تنفيذها في الفترة الراهنة لخدمة أجنداتها ومشروعها الطائفي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

تقارير حقوقية كشفت بيّنت الثمن الباهظ الذي تكبَّدته الحديدة جرّاء هذا الجُرم الحوثي المروِّع، وتحديداً في مديرية المغلاف، التي ضمَّت أكثر من 31 مركزاً بإجمالي عدد الطلاب والطالبات 2152، فيما يبلغ عدد المدرسين والمدرسات 238.

هذه المراكز أقيمت في المحامدة، وبني محمد، وبني البرة، وتضم مركز الشهيد القائد بالمقانع (40 طالباً / 6 مدرسين)، ومركز الشهيد الرئيس الصماد بالمقازلة (205 طلاب / 12 مدرسا)، ومركز البركان بالمصلوبة (60 طالباً / 10 مدرسين)، ومركز الشهيد أبو حمدي بالمهجم (115 طالباً / 8 مدرسين)، ومركز الشهيد أبو مصطفى بمخنق (50 طالباً / 4 مدرسين)، ومركز الإمام علي بمحل علي عمر (175 طالباً / 11 مدرساً)، ومركز الإمام الحسين بمحل أحمد شوعي (47 طالباً / 4 مدرسين)، ومركز الإمام الحسين بالمشعلية (65 طالباً / 5 مدرسين).
كما تشمل كذلك مركز الشهيد الرئيس الصماد بالحدادية (218 طالباً / 11 مدرساً)، ومركز القاهر بالحرثة (230 طالبا / 24 مدرساً)، ومركز الشهداء بالمنواب (139 طالباً / 10 مدرسين)، ومركز الإمام زيد بدير دعام (44 طالباً / 4 مدرسين)، ومركز الإمام الحسين بدير علي (75 طالباً / 6 مدرسين)، ومركز الشهيد أبو طه المداني بالبستان (80 طالباً / 4 مدرسين)، ومركز الشهيد أبو عمار بالسنبلي (70 طالباً / 8 مدرسين)، ومركز الشهيد الرئيس الصماد بالمواهبة (50 طالباً / 4 مدرسين).

وتتضمّن أيضاً مركز الشهداء بقرية الحدادية (192 طالباً / 14 مدرساً)، ومركز الإمام زيد بدير مهدي (168 طالباً / 11 مدرساً)، ومركز الإمام زيد بدير مهدي (168 طالباً / 14 مدرساً)، ومركز الشهيد الرئيس أبو الفضل بدير مهدي (180 طالباً / 11 مدرساً)، ومركز الشهيد أبو حرب الملصي بالمغلاف (195 طالباً / 18 مدرساً)، ومركز الشهداء بالحدادية (55 طالبة / مُدرِّسان)، ومركز الشهيد أبو طه المداني بالشقبة (57 طالبة / 3 مدرسين)، ومركز البركان بالحبيل (113 طالباً / 8 مدرسين)، ومركز الأحرار بمحل فتح الله (44 طالباً / 6 مدرسين)، ومركز الصمود بمحل الريح (122 طالباً / 5 مدرسين)، ومركز الشهيد أبو نواف بالرافعي (100 طالب / 5 مدرسين)، ومركز الشهيد الرئيس صالح الصماد بكحلان (35 طالباً / 3 مدرسين)، ومركز الشهيد أبو حرب الملصي بمحل الهشل (94 طالباً / 5 مدرسين)، ومركز الشهيد أبو طه المداني بالشقبة (43 طالباً / 10 مدرسين)، ومركز الشهيد القايد بالسقايف (40 طالباً / مُدرِّسان).

وبحسب إحصاءات حوثية، التحق بالمراكز الصيفية التي أقامتها المليشيات 251 ألفاً و234 طالباً وطالبة، توزَّعوا على 3672 مركزاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.

ووزَّعت المليشيات الحوثية الطلاب الملتحقين إلى خمسة مستويات وفقاً للفئة العمرية، منهم أكثر من 95 ألف طالب في المستوى التمهيدي، و87 ألف طالب في المستوى الأول، و47 ألف طالب في المستوى الثاني، و18 ألف طالب في الثالث، و1271 طالباً وطالبة في المستوى الرابع.

وتلقّى الطلاب في المراكز تدريساً خاصاً من قبل قيادات حوثية ومعلمين موالين لهم، وتضمنت تدريبات عسكرية، بحسب أحد المدربين الذي كشف أن إدارة المركز الصيفي طلبت منه تنفيذ برنامج عسكري للطلاب لتعزيز استعدادهم للقتال وزيادة قدراتهم على تحمل الظروف الصعبة.

واستغلت مليشيا الحوثي انتهاء موسم العام الدراسي لتباشر في إقامة هذه المراكز الصيفية للأطفال والنشء والشباب، لتغرس من خلالها أفكاراً إرهابية متطرفة مثل الولاية والجهاد وحب آل البيت وتدريبهم للقيام بالطقوس الاثنى عشرية التي يقومون بها في المناسبات التي يحيونها.

هذه المراكز غير مستحدثة على الحوثيين، لكنّها تأتي امتداداً لسياسة المليشيات منذ نشأتها الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي، إذ لجأت إلى التعليم البديل وغير الرسمي لاستقطاب الشباب، ومن ثم تحويلهم إلى مقاتلين في صفوفها.

ما تُقدِم عليه المليشيات في هذا السياق، يمثّل تلغيماً لعقول الأطفال منذ سن صغيرة، يقود إلى صناعة جيل جديد من الإرهاب، سيؤدي في مرحلة مقبلة إلى مخاطر ربما تتعدى آثار الحرب الحوثية العبثية.

التعبئة التي يتلقاها الأطفال في هذه المراكز ستكون نتيجتها وآثارها سلبية، وتأثيرها أكبر من تأثير ما تخلفه الحرب العسكرية، وأخطر إذا لم يتم تداركه بالحسم المسلح.

ويروِّج الحوثيون أنّ هذه المراكز هي دينية وتوعوية في المقام الأول، إلا أنّ مراقبين كشفوا أنّها تتضَّمن محتويات طائفية كشفت عن الوجه الإرهابي الفتاك لهذه المليشيات، وهو وجهٌ لم يسلم منه الأطفال في سنٍ صغيرة.

وتكرِّس هذه المراكز، الثقافة الحوثية العدوانية في عقول الصغار حتى تضمن المليشيات ولاءهم وضمهم لجبهات القتال سواءً من الآن إن كان ذلك متاحاً أو حتى في وقتٍ لاحق، متى تكون الفرصة مواتية.

وكان زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد وجَّه - في وقتٍ سابق - القائمين على هذه المراكز في صنعاء، بتقديم دورات طائفية تستند إلى الملازم الخمينية التي استوردها شقيقه من الحوزات الإيرانية إلى جانب محاضراته الطائفية والتعبوية.

ودعا الحوثي كذلك إلى التخلص من المناهج العامة والقديمة والاكتفاء بالملازم الحوثية، زاعماً أنّها ستؤدي إلى تحرير الطلبة مما وصفها بـ"ثقافة التدجين".

الحوثي أمر قادة مليشياته بالتشديد على أولياء أمور الطلبة في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتهم من أجل إلحاق أبنائهم بالمخيمات والمراكز الصيفية والدورات الطائفية، في الوقت الذي بدأ فيه الانقلابيون، بتهديد السكان وإرغامهم على إلحاق أبنائهم بهذه المراكز الحوثية واعتبار المتخلفين من أعداء الجماعة وزعميها.