تبادل كثيف لإطلاق النار يصعد الأزمة بين الهند وباكستان

السبت 17 أغسطس 2019 20:21:09
تبادل كثيف لإطلاق النار يصعد الأزمة بين الهند وباكستان

تبادلت الهند وباكستان إطلاق نار كثيفًا عبر الحدود بينهما، السبت، بعد ساعات من عقد مجلس الأمن أول جلسة بخصوص كشمير منذ نحو خمسين عامًا.
وتدور اشتباكات ومناوشات بشكل متقطع على خط المراقبة الذي يقسّم الإقليم منذ نهاية الاستعمار البريطاني عام 1947.
ويأتي تبادل إطلاق النار بعد أن ألغت نيودلهي الوضع الدستوري الخاص بالقسم الذي تسيطر عليه من إقليم كشمير في 5 آب/اغسطس الجاري، الأمر الذي أثار تظاهرات من السكان المحليين وغضب باكستان واستياء الصين.
وقال مسؤول حكومي كبير في الهند لوكالة ”فرانس برس“: إنّ ”تبادل إطلاق النار لا يزال جاريًا“، ووصفه بأنه ”كثيف“.
وذكرت مصادر أنّ جنديًا هنديًا قتل، فيما لم تعلق باكستان بعد على أعمال العنف.
ومساء الجمعة، نجحت الصين والهند في عقد اجتماع لمجلس الأمن حول كشمير، خلف الأبواب المغلقة، لأول مرة منذ الحرب بين الهند وباكستان في العام 1971.
ورحب رئيس الحكومة الباكستاني عمران خان بالاجتماع، وقال إن ”معالجة معاناة الناس في كشمير وضمان حلّ النزاع مسؤولية هذه الهيئة الدولية“.
وتشدد نيودلهي على أن وضع الإقليم مسألة داخلية محض.
وصرح سفير الهند في الأمم المتحدة سيد أكبر الدين للصحفيين في نيويورك بعد اجتماع مجلس الأمن: ”لا نحتاج إلى هيئات دولية تتدخّل في شؤون غيرها لمحاولة إطلاعنا على كيفية إدارة حياتنا. نحن أمة تتجاوز المليار نسمة“.
من جانبه، حض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخصمين النوويين على العودة إلى طاولة المفاوضات، وأكد في محادثة هاتفية مع خان على أهمية ”خفض التوترات من خلال الحوار الثنائي“.
خطوط الهاتف
من جهة أخرى، بدأت السلطات الهندية، السبت، إعادة خدمة الهواتف تدريجيًا في المنطقة المضطربة، بعد أسبوعين تقريبًا من انقطاع كامل للاتصالات جرى فرضه قبل ساعات من قرار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بإلغاء الحكم الذاتي للإقليم.
وقال قائد الشرطة المحلية إن 17 من أصل مئة خط هاتفي رئيسي أعيد تشغيلها السبت في منطقة وادي كشمير.
لكن الهواتف النقالة والإنترنت لا تزال مقطوعة في المنطقة ذات الغالبية المسلمة والمعقل الرئيسي لمقاومة الحكم الهندي في ولاية جامو وكشمير، حيث يدور نزاع منذ 30 عامًا أودى بحياة عشرات الآلاف.
وبسبب خشية الحكومة المركزية من تنظيم احتجاجات واضطرابات، أرسلت الهند 10 آلاف جندي إضافي إلى المنطقة وفرضت قيودًا مشددة على حركة التنقل واعتقلت قرابة 500 من السياسيين المحليين والنشطاء والأكاديميين وسواهم.
وأعلن الوزير الأول في حكومة الولاية بي.في.آر سوبراهمانيام، الجمعة، عن استعادة ”تدريجية“ لخطوط الهاتف في نهاية الأسبوع، وإعادة فتح المدارس في بعض المناطق الأسبوع المقبل.
صدامات
ولم ينجح تحويل سريناغار إلى حصن تنتشر فيه حواجز الطرق والجنود والأسلاك الشائكة في وقف غضب الشعب.
وقال المواطن طارق مادري: ”نريد السلام ولا شيء آخر، لكن جعلونا وسط هذا الإغلاق الأمني مثل الخراف فيما يأخذون القرارات نيابة عنا“، متابعًا: ”حتى ابني البالغ تسع سنوات سألني لماذا يحاصروننا في الداخل“.
واشتبك مئات المتظاهرين في المدينة، الجمعة، مع الشرطة التي ردت بالغاز المسيل للدموع وطلقات بنادق ضغط.
وألقى المواطنون الحجارة واستخدموا صفائح ولوحات إعلانات المتاجر دروعًا يحتمون بها، فيما أطلقت الشرطة عشرات الطلقات من بنادق الضغط على الحشود. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
وتفجرت المواجهات بعد أن تظاهر أكثر من 3 آلاف شخص في حي سورا الذي شهد احتجاجات متكررة هذا الشهر.
وقبل أسبوع شارك قرابة 8 آلاف شخص في تظاهرة انتهت بمواجهة عنيفة مع الشرطة، بحسب أهالي.
وقال طالب الهندسة عدنان رشيد (24 عامًا): ”أريد أن تعرف الحكومة أن هذه السياسات العدوانية لا تنجح على الأرض“.