مليشيا الحشد الشعبي تُعطي مهلة لخروج القوات الأمريكية من العراق قبل استهدافها
صعّدت ميليشيات الحشد الشعبي خطابها ضد القوات الأمريكية في العراق، ومنحتها مهلة زمنية قبل استهدافها، في موقف ينذر بمواجهة قريبة.
يأتي ذلك في سياق أزمة لدى 4 قواعد للحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران، ومعادية للوجود الأمريكي في العراق، إذ تعرضت لانفجارات غامضة خلال الشهر الجاري، واتُهمت فيها إسرائيل بشكل غير رسمي.
وفي تطور لافت، هددت حركة عصائب أهل الحق اليوم السبت، باستهداف القوات الأمريكية حال عدم خروجهم من العراق خلال وقت زمني قصير، وذلك استجابة لفتوى المرجع الديني كاظم الحائري، الذي حرم بقاء تلك القوات في البلاد.
والحائري مرجع شيعي تقلده بعض الفصائل المسلحة مثل عصائب أهل الحق وحركة النجباء، أصدر فتوى بتحريم بقاء القوات الأمريكية في العراق.
وقال النائب عن الحركة حسن سالم، في بيان وصف بـ“المثير“ إنه ”بعد بيان آية العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري، صار لزامًا علينا العمل على إخراج القوات الأمريكية من أرض الوطن، وعلى الحكومة العراقية إنذار القوات الأمريكية بوقت زمني قصير لإجلاء معداتهم وإخراج جنودهم“.
وأضاف: ”بعدها سيكونوا في مرمى سلاح أبناء المقاومة الإسلامية ابتداءً من السفارة وقنصلياتهم، وكل مقارهم فلا تنطلي علينا بعد اليوم ذرائعهم“.
و“عصائب أهل الحق“، تقول إنها حركة سياسية وألقت السلاح منذ العام 2011 عند خروج الاحتلال الأمريكي، ودخلت في العمل السياسي خلال انتخابات عام 2014، وحصلت على مقعد في مجلس النواب، وعززت مكانتها في انتخابات 2018، وحصلت على 15 مقعدًا في المجلس النيابي.
واستغربت أوساط سياسة وشعبية من الموقف المفاجئ للعصائب، إذ يفترض أنها تركت العمل المسلح بشكل نهائي، وزجت بقوتها العسكرية ضمن صفوف الحشد الشعبي وقطعت الصلات بها، واحتفظت بمقراتها المدنية فقط، للممارسة الأنشطة الثقافية.
وأعلنت عدة فصائل مسلحة مثل كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء استعدادها للمواجهة، واستهداف القوات الأمريكية في البلاد.
وبحسب مراقبين للشأن العراقي، فإن عودة تلك الفصائل إلى العمل المسلح سيخلط الأوراق في الساحة العراقية، ويعود بالبلاد إلى المربع الأول، في ظل وجود عشرات المليشيات والفصائل والتشكيلات المسلحة.
بدورها أعلنت حركة النجباء بزعامة أكرم الكعبي السبت، التزامها فتوى المرجع كاظم الحائري حول تحريم تواجد القوات الأميركية في العراق.
وقال نائب الأمين العام للحركة نصر الشمري، في تصريح صحفي إن ”المقاومة العراقية قائمة، ولاتزال تمارس عملها ودورها كلما احتاج الأمر ذلك، ولدينا فتوى صريحة من المرجعية الدينية بشأن عدم بقاء القوات الأمريكية داخل العراق، وسنعمل على تطبيقها بكل ما نملك سياسيًا وعسكريًا“.
وأضاف الشمري، أن ”الأمريكان هم من فرضوا قاعدة الاشتباك الجديدة بعد استهداف مقار ومخازن الحشد الشعبي ونحن ملزمون بالدفاع عن النفس“.
ويرى متابعون للشأن العراقي أن المعارضين العراقيين للوجود الأمريكي في البلاد لا يهتمون أو يفكرون بعواقب الاصطفاف مع إيران، إذ إن الوضع لديهم قائم على الجانب الفقهي والعقائدي، وليس مهمًا تحقيق مكتسبات للشعب العراقي، وبالنسبة لهم هذه الحرب مصيرية.
بدوره يرى الخبير في الجماعات المسلحة هشام الهاشمي أن ”عقيدة قيادات الحشد ستتحمل المخاطر؛ بسبب رفضها التنازلَ عن قدراتها الصاروخية، ولن تلجأ إلى تفكيك أو تحجيم قوات الحشد الشعبي، وترى فيها مسًّا إستراتيجيًا أو عقائديًا لمكاسبها وتضحياتها“.
وأضاف، أنه ”يمكن للعاقل أنْ يبني رؤيته على أنّ التهدئة بين أمريكا وإسرائيل من جهة، وقيادات الحشد من جهة أخرى، ستبقى تدور في حلقة مفرغة، وستكون نتائجها كارثية على مكاسب الحشد السياسية، والعسكرية، والقانونية“.