دنيس روس: سياسة أقصى العقوبات لن تغير سلوك إيران

رأى المسؤول الأمريكي السابق "دنيس روس" أن سياسة أقصى العقوبات التي يطبقها الرئيس دونالد ترامب ضد إيران منذ أكثر من عام ”لن تغير سلوكها العدواني في المنطقة“، وأنها فقط أدت إلى عزلة الولايات المتحدة وليس طهران.
وأشار روس، مساعد الرئيس السابق باراك أوباما، والذي شارك في المفاوضات التي أدت إلى توقيع اتفاق 2015 النووي، إلى أن ”واشنطن تخطئ عندما تعتقد أن حرمان طهران من الأموال من خلال فرض عقوبات اقتصادية سيدفعها إلى تقليل أنشطتها العدائية، وإجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل اتفاق نووي جديد“.
وقال في تقرير نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أمس الجمعة، إن ”المساومة مع إيران ليست مثل المساومة على صفقة عقار، وإن نشاط طهران في دعم الإرهاب لن يقلله انخفاض في إيراداتها ما يعني أن العقوبات لن تغير سلوك إيران في المنطقة.“
ولفت روس إلى شهادة ممثل الإدارة الأمريكية بشأن إيران بريان هوك في الكونغرس أخيرًا، بأن العقوبات أرغمت طهران على خفض ميزانيتها الدفاعية العام الماضي وهذا العام، لكن الكاتب أوضح أن ”هذا الخفض لم ينعكس على التهديدات الإيرانية في الخليج في ضوء الهجمات على الناقلات، ومحاولات الاستيلاء على سفن أجنبية وإسقاط طائرات الاستطلاع المسيرة الأمريكية فوق الخليج وأعمال استفزازية أخرى“.
واعتبر روس أن ”أية استراتيجية ناجحة ضد إيران ينبغي أن تشمل أكثر من مجرد عقوبات، بما فيها العزلة السياسية الدولية والتهديد الحقيقي باستخدام القوة العسكرية ضدها، واستعداد الإدارة الأمريكية لرفع العقوبات مقابل تقديمها تنازلات“.
ورأى أن سياسة ترامب نجحت فقط في ”عزلة الولايات المتحدة وليس إيران“، خاصة أنه أعلن أكثر من مرة أنه ليس على استعداد لاستعمال القوة العسكرية، ما أوجد شرخًا في العلاقات مع بعض الحلفاء وخاصة في الخليج.
وتابع :“الحقيقة أن سياسة أقصى العقوبات أدت إلى تشجيع القادة الإيرانيين الذين من الواضح أنهم لا يشعرون بحاجة للتفاوض مع واشنطن، ورفضوا عروضًا كثيرة من الإدارة الأمريكية مشترطين رفع العقوبات قبل بدء التفاوض.“
وختم قائلًا:“إن التاريخ يخبرنا أن العقوبات لن ترغم إيران على تغيير سلوكها وتصرفاتها، وأنه يجب دعم العقوبات بضغوط دولية وحوافز اقتصادية في حال موافقتها على التفاوض، وتهديد حقيقي بعواقب خطيرة في حال استمرارها بأعمال عدوانية“.