دعمًا لنتنياهو.. أمريكا وإسرائيل توقعان اتفاقية تعاون مشتركة

الثلاثاء 3 سبتمبر 2019 11:51:03
دعمًا لنتنياهو.. أمريكا وإسرائيل توقعان اتفاقية تعاون مشتركة

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ”اتصالات متقدمة“ تدور حاليًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمهيدًا لتوقيع واشنطن وتل أبيب على وثيقة دفاعية جديدة، قبيل الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها في 17 أيلول/ سبتمبر المقبل.
وأفادت شركة الأخبار الإسرائيلية (ماكو- حداشوت)، في تقرير لها نشرته أمس الاثنين، بأن ”نتنياهو ومستشاري الرئيس الأمريكي يعملون على قدم وساق تمهيدًا للخروج بإعلان رسمي حول اتفاق تحالف دفاعي جديد بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، على أن يتم هذا الإعلان خلال الأيام المقبلة“.
مذكرة تفاهم
وقال التقرير إن نتنياهو وترامب ”سيوقعان على مذكرة تفاهم عسكرية، على أساس أن هذه المذكرة ستشكل بادرة سياسية دراماتيكية من جانب إدارة الرئيس الأمريكي تجاه إسرائيل، فيما ألمح التقرير إلى أن ذلك يأتي قبل الانتخابات العامة بأسبوعين، ما يعني أنها محاولة لتعزيز وضع نتنياهو، الذي يبدو أنه يواجه صعوبات لا تقل عن انتخابات نيسان/ أبريل الماضي“.
وسلط التقرير الضوء على معلومات نشرتها صحيفة ”هآرتس“ الاثنين في نفس الإطار، بأن ”مستشارين كبارًا يمثلون نتنياهو وترامب يضعون حاليًا اللمسات الأخيرة للإعلان الذي سيخرج به ترامب نفسه“.
ومن المتوقع أن يخرج الرئيس الأمريكي خلال الأيام المقبلة بإعلان يؤكد فيه تعهد بلاده بالدفاع عن إسرائيل جراء أي خطر وجودي يواجهها في المستقبل، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
تحالف شامل
ويفترض أن يأتي هذا الإعلان بشكل مبكر في ظل الأوضاع السياسية الحالية في إسرائيل، على أن يتم إرجاء الإعلان عن مبادرة أمريكية– إسرائيلية أكثر شمولاً، تنص على تعهد الطرفين بأن يساعد كل منهما الآخر خلال أي مواجهة عسكرية قادمة.
وبحسب ما ذكرته شركة الأخبار الإسرائيلية، فقد ”ظهرت المبادرة خلال الشهور الأخيرة، وتمت مناقشتها على مستويات عليا، وتبين أنها تحظى بدعم الكثير من النواب الأمريكيين، وليس فقط من قبل الحزب الجمهوري، وإنما من الحزب الديمقراطي أيضًا“.
وبين التقرير أن ”المستشارين التابعين لنتنياهو يعملون أيضًا في اتجاه آخر، وهو التوصل إلى بادرة سياسية أخرى، لكن هذه المرة مع روسيا، كما يحاولون إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باجراء زيارة لإسرائيل قبل الانتخابات، أو عقد اجتماع قمة ثلاثية يجمع مستشاري الأمن القومي للدول الثلاث“.
مخاوف إسرائيلية
في المقابل، تخشى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشدة، أن يتسبب الحلف الدفاعي مع واشنطن في ”تكبيل“ أيدي الجيش الإسرائيلي مستقبلًا.
ويأتي الإعلان المبكر عن هذا الحلف وبشكل عاجل، قبل الانتخابات الإسرائيلية، ويركز فقط على مذكرة التفاهم العسكرية التي تتعهد فيها واشنطن بحماية إسرائيل أمام أي خطر وجودي، وذلك لأن الفترة المتبقية القصيرة حتى الانتخابات لن تتيح استيفاء النقاش حول الحلف الشامل من جميع الزوايا، أي الحلف الذي سيعني أن تتدخل إسرائيل حال خاضت الولايات المتحدة حربًا، والعكس صحيح.
ووفقًا لقناة الأخبار الإسرائيلية، فإن هناك احتمالًا يتم نقاشه داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حاليًا وبشكل مكثف، على خلفية أزمة الوقت، ويتمثل بقيام مستشاري نتنياهو بنشر إعلان نوايا فقط من دون أن تعلن إسرائيل التزامًا محددًا.
سيناريو مماثل
يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد قامت بخطوة نحو تعزيز العلاقات العسكرية مع إسرائيل قبيل انتخابات الكنيست الأخيرة بأيام معدودة، حين أعلنت القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي ”EUCOM“، أنها استكملت عمليات الانتشار الخاصة بنظام ”ثاد/ THAAD“ الصاروخي الأمريكي في إسرائيل، وذلك للمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وذكرت القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي في بيان لها حينذاك، أن الهدف هو اختبار قدرة الجيش الأمريكي على النشر السريع لمثل هذه الأسلحة في أنحاء العالم، وأن الخطوة دليل على التزام واشنطن بأمن إسرائيل، فيما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الهدف هو تعزيز القدرات الدفاعية الإسرائيلية.
وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الخطوة الأمريكية تستهدف اختبار قدرة القوات الأمريكية على الوصول السريع إلى إسرائيل، ومساعدة الجيش الإسرائيلي في وجه هجمات الصواريخ الباليستية المستقبلية، لاسيما أن إيران هي العنوان الرئيسي وراء الخطوة الأمريكية غير المسبوقة، والرسالة موجهة إليها.