الجارديان: تركيا تعطي الحياة لـداعش مرة ثانية

تناولت صحيفة "الجارديان" البريطانية، العملية العسكرية التركية التي انطلقت الأربعاء الماضي في شمال شرق سوريا، ومساهمتها في إعادة الحياة لتنظيم داعش الإرهابي مرة ثانية.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه في عام 2014 فتحت تركيا حدودها للمقاتلين الأجانب للدخول إلى سوريا، الأمر الذي مكّن داعش من تكوين معقل بحجم بريطانيا.

وأوضحت "الجارديان" أن العملية العسكرية التركية في سوريا، ستزيل الضغط عن القوى المتطرفة وتزعزع التوازن والهدوء النسبي الذي كان قائمًا في البلاد خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى فرار 800 شخص من عائلات داعش، من جراء القصف التركي لمخيم عين عيسى.

وتتوقع أن يتفاقم الموقف بتكثيف تركيا لقصفها في محيط السجون والمخيمات التي توجد فيها عائلات التنظيم الإرهابي، فيما يراه مراقبون سعيًا من أنقرة لتسهيل حركة داعش وخروجه.

وقالت إنه رغم تطمينات تركيا بأنها ستتمكّن من احتواء خطر داعش، إلا أن الأمر الواقع يشير إلى أن أنقرة أعادت الخطر الدموي، الذي عانت منه المنطقة لسنوات.

واعتبرت الصحيفة أن الدخول التركي خلط أوراق المقاتلين الأكراد، الذين صبّوا جلّ تركيزهم في الأشهر الماضية على دحر عناصر داعش من الأراضي السورية، موضحة أن العملية العسكرية شتت ذهنهم ما بين قتال داعش وصد الهجمات التركية.

واستشهدت "الجارديان" بما حدث بالعراق قبل عدة أعوام، عندما استرجعت المليشيات المدعومة من إيران، مدينة كركوك من الأكراد، مما أتاح لداعش فرصة الاستحواذ عليها تدريجيًا، بعد غياب المقاتلين الأكراد، متوقعة أن يتكرر هذا السيناريو في شمال سوريا.

وشعرت الصحيفة بأن أنقرة لا تمتلك خطةً للنهاية، لافتة إلى أن هدفها الرئيسي هو تدمير المنطقة الكردية التي سببت لتركيا إزعاجًا على مر عقود، من دون الاكتراث للعواقب التي ستحل بالمنطقة.