تركيا تعتقل مئآت الأشخاص لرفضهم الاجتياح العسكري بسوريا

السبت 2 نوفمبر 2019 00:39:33
تركيا تعتقل مئآت الأشخاص لرفضهم الاجتياح العسكري بسوريا
أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير نُشر الجمعة، أن السلطات التركية اعتقلت مئات الأشخاص لمجرد تعليقاتهم أو أحاديثهم الرافضة للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا.
وقالت المنظمة في تقرير، إنه ”بينما تعبر الدبابات التركية الحدود السورية، تنتهز السلطات التركية الفرصة لإطلاق حملة محلية للقضاء على الآراء المعارضة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى في الشوارع والأسواق والمقاهي“.
ويواجه المعتقلون تحقيقات وتهمًا جنائية بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، حسب المنظمة الدولية.
وكانت هيئة تنظيم البث التركية الحكومية في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر)، أي بعد يوم من بدء الحملة العسكرية التركية شمال سوريا، قد حذرت وسائل الإعلام من أنه لن يكون هناك تسامح مطلقًا مع ”أي بث قد يؤثر سلبًا على معنويات الجنود أو قد يضلل المواطنين من خلال معلومات مزيفة أو جزئية تخدم أهداف الإرهاب“، حسب تعبيرها.
وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات التركية بوقف قمعها الحريات، مشددة على أنه يجب أن تتوقف أنقرة عن تكميم الآراء التي لا تحبها، وأن تنهي الحملة المستمرة، ويجب إسقاط جميع التهم والملاحقات القضائية بحق أولئك الذين يعبرون سلميًا عن معارضتهم للعمليات العسكرية التركية“.
وفي إطار الحملة ضد معارضي العملية العسكري، قامت السلطات التركية بتفتيش منزل الصحفية الكردية المعروفة نورجان بايسال، في مدينة ديار بكر جنوب شرق البلاد، بعد انتقاداتها العملية العسكرية في شمال سوريا.
وقالت الصحفية وناشطة المجتمع المدني بايسال إن ”نحو 30 أو 40 من أفراد الشرطة المسلحين داهموا منزلي فجرًا، بسبب منشوراتي على مواقع التواصل الاجتماعي ونهبوه أثناء التفتيش“، وفق ما نقل موقع ”أحوال تركية“، المعارض، الذي تنشر فيه بايسال مقالاتها في بعض الأحيان.
يشار إلى أن ”بايسال“ تعيش خارج تركيا، وهي تؤكد بأنها لو كانت في تركيا لكانت الآن رهن الاعتقال التعسفي، كما حصل معها في عدة مرات سابقة.
واعتقلت الشرطة التركية عددًا آخر من الصحفيين بينهم الصحفي هاكان ديمير بسبب نشره تغريدة على تويتر، توضح أن ”الطائرات الحربية التركية بدأت في شن غارات جوية على مناطق مدنية مأهولة بالسكان“.
وخلال الأسبوع الأول من الهجوم العسكري التركي، اعتُقل ما لا يقل عن 27 شخصًا، كثير منهم منتمون إلى حزب الشعوب الديمقراطي، بتهم تتعلق بالإرهاب، ومن بين المعتقلين رئيس بلدية مدينة نصيبين المنتخب. استبدلتها الحكومة لاحقًا بحاكم المقاطعة غير المنتخب.
وبدأت تركيا في التاسع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي عملية عسكرية ضد الأكراد في شمال شرق سوريا، إلا أن العملية توقفت بعد اتفاقين مع واشنطن وموسكو على انسحاب الأكراد من المنطقة الحدودية السورية بما يسمح لتركيا إقامة منطقة آمنة، غير أن الاشتباكات لا تزال مستمرة، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، على أطراف المناطق التي دخلها الجيش التركي، والممتدة من مدينة رأس العين السورية شرقًا، وحتى مدينة تل أبيض غربًا.
وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت في تقارير سابقة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بارتكاب ”جرائم حرب“ في هجومها ضد المقاتلين الأكراد.
وذكرت المنظمة أن ”القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلًا مخزيًا لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين“.
وأكدت المنظمة أن ”المعلومات التي جرى جمعها توفر أدلة دامغة بشأن هجمات دون تمييز على المناطق السكنية، فضلًا عن عملية قتل بدماء باردة بحق السياسية الكردية هفرين خلف على يد عناصر فصيل أحرار الشرقية المدعوم من تركيا.