أوبك تؤكد أن أساسيات السوق قوية رغم تحديات الاقتصاد العالمي (تقرير)
قالت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن أساسيات السوق النفطية ستظل قوية رغم استمرار التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي العالمي، معتبرة أن المخاوف المحيطة بالطلب المستقبلي على الخام تعد محور القلق من قبل بعض قطاعات الصناعة، مشيرة إلى مطالبة محمد باركيندو، الأمين العام للمنظمة، للمعنيين بالسوق على عدم التشاؤم وتقديم رؤى متوازنة بشأن النظرة المستقبلية للطلب.
وفي ذات السياق أوضح تقرير حديث للمنظمة الدولية أن الادعاء بأن الطلب النفطي على وشك الانخفاض يروجه في الأساس- وإلى حد المبالغة- دعاة الطاقة المتجددة و"لوبي" السيارة الكهربائية، والذين يروجون بشدة لفكرة أن الهيدروكربونات على وشك الاستعاضة عنها بأشكال الطاقة المتجددة.
ونقل التقرير عن "باركيندو"، تشديده على ضرورة ألا تشكل الآراء حول صناعة النفط من خلال ما يعرفون بأصحاب أعلى الأصوات، لافتا إلى ضرورة البعد عن المبالغة في رد الفعل، سواء الإيجابي أو السلبي، وبدلا من ذلك نركز على الحقائق والبحث في أساسيات السوق.
وذكر أنه عند التعمق في دراسة مستقبل الصناعة النفطية على المديين القصير والطويل ندرك أن مستقبل هذه الصناعة مشرق وأن هذه الفكرة مدعومة بالبحث الموثق في توقعات النفط العالمية لمنظمة أوبك في دراسة "آفاق النفط العالمي طويل الأجل".
وتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى 112 مليون برميل يوميا في 2040، معظمها سيجيء من تسارع التنمية في الدول النامية، مشيرا إلى أنه مهما كانت آفاق الاعتماد على السيارات الكهربائية إيجابية وواعدة وهناك بالفعل مزيد منها على الطريق، فالسيارات التقليدية ستبقى مهيمنة وممثلة للأغلبية.
ولفت التقرير إلى أن حصة السيارات الكهربائية على المدى الطويل لن تتجاوز نحو 13 في المائة بحلول 2040، بينما ستبقى المركبات التقليدية الغالبة والركيزة الأساسية، التي يعتمد عليها المستهلكون.
وشدد التقرير على أهمية تأكيدات الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة، وبشكل دائم على عمل السعودية الدؤوب مع شركائها من خارج "أوبك" لتحقيق التوازن والاستقرار في سوق النفط، مشيرا إلى أن هذا التعاون الدولي غير المسبوق في مجال النفط كان وسيبقي فاعلا على المدى الطويل.
ولفت إلى الدور السعودي في النجاح الباهر، الذي حققته عملية "إعلان التعاون"، مشيرا إلى أن الجميع في تحالف "أوبك+" مقدرون لهذا الدور المهم والمؤثر لوزارة الطاقة السعودية في جميع المراحل.
ونوه التقرير إلى أهمية الاتساق والاستمرارية في عمل المنتجين معا، والقدرة على احتواء تباين وجهات النظر، وبقاء فكرة التعاون قائمة ومتطورة وناجحة، والتأكد من الحفاظ على الوحدة وتجنب الخسائر أو الانقسام.
وذكر التقرير أن الحالة الحالية لسوق النفط، تتسم بالتوتر الشديد مع تصاعد المخاوف والمخاطر في السوق، وزيادة الصراعات الجيوسياسية، وتأرجح مستويات الطلب وزيادة حدة النزاعات التجارية.
وشدد على ضرورة إبقاء تعاون المنتجين في حالة مطمئنة باستمرار والتمسك بأسلوب النبرة الموحدة، لافتا إلى أن هذا التوجه ينعكس بوضوح في الرسائل الموجهة إلى السوق من قبل وزير الطاقة السعودي، ونظيره الروسي، وأمين عام "أوبك"، حول مستقبل "إعلان التعاون".
وأثنى على جهود ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، حيث ساعد على توفير أجواء من الاستقرار في السوق في ظل تأكيداته المستمرة على تمسك روسيا بالتعاون مع "أوبك"، وتنفيذ الالتزامات كافة تجاه إعلان التعاون، وفيما يخص الحصص المقررة في اتفاق خفض الإنتاج.
وشدد على دور اللجنة الوزراية المعنية بمراقبة خفض الإنتاج في دوراتها المتعددة في عدد من الدول على الحاجة إلى إجراءات ثابتة ومتسقة ومسؤولة، لتعزيز الاستقرار الدائم في سوق النفط.
ونوه إلى أنه على الرغم من المتغيرات والتحديات الراهنة الصعبة في الصناعة وحالة عدم اليقين في السوق، فإن شراكة "إعلان التعاون" مستمرة، وهي بمنزلة منارة للتعاون والتكامل والاتساق في سوق النفط العالمية، وبالتالي توفير التطمينات الكاملة للمنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن "باركيندو" يحرص في جولاته المكوكية المتعددة على تعزيز قيمة الحفاظ على العمل الجماعي بشكل متسق ومنهجي في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية فيما يتعلق بآفاق السوق، مشددا على أن أساسيات السوق ستظل قوية رغم استمرار التحديات، التي تواجه النمو الاقتصادي العالمي، ولا سيما في مجال التوترات المتعلقة بالتجارة.
وبحسب التقرير، فإن إظهار شركاء "إعلان التعاون" مرارا وتكرارا - ومن خلال الأقوال والأفعال- التزامهم الثابت باتخا