ردود فعل لبنانية ودولية على استقالة الحريري

تعددت ردود الفعل اللبنانية والدولية بشأن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، فبينما دعا أغلب الساسة اللبنانيين إلى تغليب لغة الحوار لتجاوز الأزمة الراهنة وكذلك فعلت فرنسا، دعت "إسرائيل" المجتمع الدولي لاتخاذ "إجراء ضد العدوان الإيراني"، مشددة على أنها لن تسمح لحزب الله بتعزيز قوته على حدودها الشمالية.

وقدّم الحريري استقالته يوم السبت في خطاب متلفز من السعودية، وأرجعها إلى "مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه"، منتقدا في الوقت نفسه حزب الله.

وفيما يلي أهم الردود اللبنانية والدولية على استقالة الحريري:

الرئاسة اللبنانية

أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس ميشال عون ينتظر عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف استقالته. وأوضحت في بيان أن عون تلقى اتصالا هاتفيا من الحريري، الموجود خارج لبنان، وأعلمه باستقالة حكومته.

وأجرى عون لاحقا سلسلة اتصالات مع قيادات سياسية ودينية لبنانية، أكد خلالها أن التهديدات التي يتعرض لها لبنان، لا سيما الإسرائيلية، تحتم وقوف اللبنانيين صفا واحدا في مواجهتها.

الخارجية والعدل

قال جبران باسيل رئيس حزب التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه رئيس الجمهورية، إن "كل اللبنانيين من دون استثناء تفاجؤوا باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري"، مشددا على أن "لبنان سيتخطى هذه الأزمة كما تخطى سواها".

وتابع باسيل -وهو وزير الخارجية والمغتربين- أنه من حق اللبنانيين الخوف من حرب خارجية على لبنان أو من فتنة داخلية أو أزمة حكم، مؤكدا أنه إذا حصل ذلك "فلبنان سينتصر كما انتصر من قبل، والتجارب أثبتت ذلك، ونحن مع الشراكة".

بدوره، وصف وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي المحسوب على التيار الوطني الحر الاستقالة بأنها "ملتبسة مرتبكة ومشبوهة في الزمان والمكان والوسيلة والمضمون".

وليد جنبلاط

من جهته، قال رئيس الحزب الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط إن لبنان "أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لاستقالة سعد الحريري".

وأضاف جنبلاط في تغريدة عبر موقع تويتر "كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران"، في تلميح إلى وقوف الخلافات بين البلدين وراء استقالة الحريري.

وتابع "مهما كانت الصعوبات، فإن التضحية من أجل الحد الأدنى من الوفاق والحوار يجب أن تكون الأساس من أجل لبنان".

حزب الله

أما حزب الله الذي حمّله الحريري مسؤولية استقالته بعد أن تمكّن الحزب بحسبه "من فرض أمر واقع بقوة سلاحه"، فقد أعلن أن أمينه العام حسن نصر الله سيتحدث اليوم عبر الشاشة تعليقا على الموضوع. 

واتهم نبيل قاووق عضو المجلس المركزي في حزب الله السعودية بالوقوف وراء استقالة الحريري. وقال في كلمة بثتها قناة الجديد اللبنانية "حمى الله لبنان من شر المغامرات السعودية غير المحسوبة".

إسرائيل تحذر

وضمن ردود الفعل الإقليمية والدولية، استغل الساسة الإسرائيليون استقالة الحريري لانتقاد النفوذ الإيراني في لبنان. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "كلماته (الحريري) تمثل جرس إنذار للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراء ضد العدوان الإيراني".

وقال نتنياهو في تصريح نقله الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرنوت إن "هذا العدوان (الإيراني) يحاول تحويل سوريا إلى لبنان، وهو لا يهدد إسرائيل وحدها بل الشرق الأوسط برمته".

بدوره، علّق وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على استقالة الحريري بالقول إن جيش بلاده مستعد لمواجهة حلف إيران، مشددا على أن بلاده لن تسمح "لمحور إيران بتعزيز قوته على حدودنا الشمالية".

أما فرنسا التي لها علاقات خاصة مع لبنان، فقد سارعت إلى دعوة الساسة اللبنانيين للعمل على التوصل إلى حل للأزمة، وقالت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن من مصلحة الجميع "ألا يدخل لبنان في مرحلة من عدم الاستقرار".