الأزهر يبعث برسالة إلى منتدى الحوار الأوروبي احتفاء بوثيقة الأخوة الإنسانية
بعث أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف العام على رواق الجامع الأزهر، الدكتور عبد المنعم فؤاد، برسالة إلى منتدى الحوار السنوي ال٢٢ لمجموعة حزب الشعب الأوروبي "EPP"، ناقلًا من خلالها تحيات فضيلة الإمام الأكبر وتقديره للمؤتمر الذي يناقش (وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك)، والذي يقام في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وقال فؤاد، إن عظمة هذه الوثيقة تكمن في الدعوة لنشر ثقافة السلام العالمي، واحتواء الآخر، وتحقيق الخير للبشرية جمعاء، ونبذ ثقافة الكراهية والعنف، مشيرًا إلى أن الوثيقة قد طالبت قادة العالم وصُنَّاع السياسات بالتدخل الفوري لما يشهده العالم من صراعات وفتن وحروب عبثية أوشكت أن تعود بنا إلى تراجع حضاري بائس يُنذر باندلاع حرب عالمية ثالثة.
وأضاف المشرف على الرواق الأزهري، أن أهم ما يميز هذه الوثيقة التاريخية، هو بيان القول الفصل في براءة الأديان مما يثار من فتن ودمار، إذ ليس صحيحًا أن الأديان هي بريد الحروب، وسببها الرئيسي، بل هي المصدر الحقيقي للاستقرار، والأمن العالمي، والحفاظ على حياة البشر ، وأعراضهم، وأموالهم وحرياتهم، إذا ما قُرأت نصوص الكتب المقدسة قراءة متعمقة، وفُسرت تفسيرًا حقيقيًا لشباب العالم .
وأشار ممثل الأزهر إلى وحدة الخطاب الإلهي في الدعوة إلى حفظ النفس، والمال، والعرض، مشددًا أن ما يقع من عنف وتطرف وإرهاب للآمنين لا يُسأل عنه إلا أصحابه، وهذا ما أكدت عليه الوثيقة، التي وقعها أكبر رمزين دينيين، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، لتكون إعلانًا مشتركًا عن نوايا صالحة من أجل التذكير بالأخوة الإنسانية، ونشر ثقافة الاحترام المتبادل، ونبذ العنف والتعصب الأعمى.
واقتبس فؤاد بعض رسائل وتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر من وثيقة الأخوة الإنسانية إلى المسلمين في الشرق والتي قال فيها فضيلته "استمروا في احتضان إخوانكم من المسيحين في كل مكان فهم شركاؤنا في الوطن، وإخوتنا في الإنسانية الذين ذكّرنا بهم قرآننا بأنهم أقرب الناس مودة إلينا"، مضيفًا أن فضيلته دعا إلى نبذ مصطلح الأقليات واستبداله بلفظ المواطنة.
جدير بالذكر أن مجموعة حزب الشعب الأوروبي "EPP"، التي تعد أكبر وأقدم التكتلات في البرلمان الأوروبي، قد خصصت فعاليات هذا العام لمناقشة وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقعها شيخ الأزهر ، وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية، بأبوظبي، في فبراير الماضي، وأن المنتدى الحواري الذي يأتي تحت شعار "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معا"، يعمل على الترويج لقيم التسامح والسلم وقبول الآخر التي أكدتها الوثيقة التاريخية.