الرئيس الفرنسي: على إيران أن تتجنب أي استفزاز

السبت 4 يناير 2020 02:00:14
 الرئيس الفرنسي: على إيران أن تتجنب أي استفزاز

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الجمعة بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية في العراق، أن "على إيران أن تتجنب أي استفزاز"، داعياً لضبط النفس ومطالباً بـ"تجنب تصعيد جديد خطير".

وفي سياق متصل، قال قصر الرئاسة الفرنسية "الإليزيه"، إن ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين "اتفقا في اتصال هاتفي على أهمية الحفاظ على سيادة وأمن العراق واستقرار المنطقة".
كما أعلن "الاليزيه" أن ماكرون سيبقى على "اتصال وثيق" مع بوتين لمتابعة الوضع في العراق "وتجنب تصعيد جديد خطير للتوتر". وقالت الرئاسة إن ماكرون ذكّر خلال اتصاله مع بوتين "بتمسك فرنسا بسيادة وأمن العراق واستقرار المنطقة".
كما دعا ماكرون إيران إلى "العودة سريعاً إلى الاحترام الكامل لالتزاماتها النووية والامتناع عن أي استفزاز".
من جهته، أعرب بوتين عن قلقه من مقتل سليماني. وأكد بوتين في اتصاله بماكرون أن "الضربة الأميركية في العراق قد تزيد التوتر في المنطقة".
فرنسا تتشاور مع "شركائها"
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن "على إيران تجنب أي إجراء يفاقم اللااستقرار الإقليمي". واعتبر وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، أن أي رد فعل على مقتل سليماني سيؤدي إلى "أزمة انتشار نووي خطيرة".
وقال الوزير "تدعو فرنسا كل طرف إلى ممارسة ضبط النفس وإيران لتجنب أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي، أو أن يؤدي إلى أزمة انتشار نووي خطيرة. أطراف اتفاقية فيينا (بشأن برنامج إيران النووي لعام 2015) يجب على وجه الخصوص أن تظل على تنسيق وثيق لدعوة إيران إلى العودة بسرعة إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها النووية والامتناع عن أي عمل آخر يخالف ذلك".
وكشفت الوزارة أن ماكرون ولودريان "سيجريان خلال الساعات المقبلة محادثات مع شركاء فرنسا الإقليميين والدوليين" لتفادي أي تصعيد. وأضافت الخارجية الفرنسية أن لودريان تحادث هاتفياً مع نظيره الأميركي مايك بومبيو بشأن تطورات العراق.
توصيات للفرنسيين في العراق وإيران
من جهة أخرى، حثت فرنسا، الجمعة، مواطنيها على توخي "الحذر" في العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق، "في أعقاب الأحداث الأخيرة" في هذا البلد و"تصاعد التوتر في المنطقة".
وذكرت وزارة الخارجية في موقعها على الإنترنت أن "التوترات المتصاعدة في المنطقة والتطورات الأخيرة تتطلب منا توخي أقصى درجات الحذر عند السفر من أو إلى العراق".
وأشارت إلى أنه في إيران، حيث "تم الإعلان عن الحداد لمدة ثلاثة أيام بعد وفاة الجنرال سليماني، من المرجح أن تجري تظاهرات في جميع أنحاء البلاد".
ونبهت الوزارة إلى أنه "يوصى بالابتعاد عن أي تجمع أو حشد، والتزام أقصى درجات اليقظة والحذر والتكتم، خاصة عند التنقل والامتناع عن التقاط الصور في الأماكن العامة".
وذكرت الخارجية بأنه يستحسن تأجيل أي تنقل في إيران بسبب "المخاطر" في هذا البلد الذي يقوم بـ"ممارسات الاعتقال والاحتجاز التعسفيين من قبل أجهزة الأمن والمخابرات الإيرانية".
كما نصحت بشدة بتفادي المناطق القريبة من لبنان وسوريا، فأوصت "بتجنب أي تنقل بالقرب من الحدود مع لبنان (الخط الأزرق، الذي يفصل لبنان عن إسرائيل) وسوريا والذهاب إلى منطقة التزلج في جبل حرمون، والتي قررت السلطات (الإسرائيلية) إغلاقها" في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية منذ 1967.
روسيا: الضربة الأميركية قد تزيد التوتر
وفي وقت سابق من اليوم، كانت روسيا قد حذرت من أن مقتل سليماني، بضربة أميركية في العراق من شأنه تصعيد التوترات في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالتا ريا نوفوستي وتاس عن وزارة الخارجية الروسية قولها، إن "مقتل سليماني كان خطوة مغامرة ستفاقم التوترات في أنحاء المنطقة".

وأضافت الوزارة: "سليماني خدم قضية حماية مصالح إيران القومية بإخلاص. تعازينا الصادقة للشعب الإيراني".
وفي ملفات أخرى، حسب ما ذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية نقلاً عن الكرملين، عبر بوتين وماكرون عن تأييدهما لتسوية الأزمة في ليبيا سلمياً ودعمهما للجهود السياسية والدبلوماسية.
كما أبلغ بوتين، ماكرون بضرورة تطبيق الاتفاقيات بين روسيا وتركيا بشأن سوريا. وشدد الرئيسان على دعمهما مواصلة الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب.