لماذا تكافح مليشيات الإخوان لفرض واقع جديد في اليمن؟
شهدت الأيام الماضية جملة من الأحداث التي برهنت على أن مليشيات الإخوان تكافح لفرض واقع جديد في اليمن، هذه الأحداث وضحت من خلال التصعيد في شبوة وأبين، والتعاون العلني مع التنظيمات الإرهابية والتوافق مع المليشيات الحوثية، ونهاية بالتعاون مع تركيا والاعتماد عليها لتوسيع نفوذها.
الواقع الجديد الذي تحاول مليشيات الإخوان فرضه يستهدف تحقيق رؤية محور الشر التركي الإيراني القطري، وهذا المحور يسعى لإشعال جبهة اليمن في العام الجديد، وذلك لتحقيق أهداف إقليمية أبعد ترتبط بالتوسعات التركية بالخارج وتشتيت جهود البلدان العربية بين مواجهة تدخل أردوغان السافر في ليبيا وبين الاهتمام بما يجري في اليمن، بالإضافة إلى سعي إيران للرد على مقتل قاسم سليماني من خلال مليشياتها في اليمن وهو أمر يتطلب إنهاك دول التحالف العربي لتتمكن من القيام بمامها بحرية في البحر الأحمر.
ونهاية بالرغبة القطرية الأساسية في إفشال دول التحالف العربي الرئيسية (المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة)، وهما البلدان اللتان قادتا مع مصر والبحرين مقاطعة ناجحة للدوحة في العام 2017 وألحقت بها خسائر اقتصادية وسياسية فادحة، ما يجعل التعويل على مليشيات الإخوان في اليمن أمراً مهما بالنسبة للدوحة التي تعتبر أنها في مواجهة مع السعودية والإمارات في الجنوب تحديدا.
تركيز مليشيات الإخوان وممثليهم في حكومة الشرعية يقوم بالأساس على إثارة الفوضى في أكثر من منطقة بالإضافة إلى إلصاق الاتهامات بالتحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه التحديد بأنها السبب في الوصول إلى هذا الوضع، وتحاول تلك العناصر بشتى الطرق تفتيت التحالف العربي بما يساعدهم على تنفيذ مخططاتها، بالإضافة إلى سعيهم إلى تقليص الحاضنة الشعبية التي تؤمن بأهمية دور التحالف في إنهاء الانقلاب الحوثي.
مليشيات الإخوان تدرك أن نجاحها في فرض واقع جديد يقوض من مشكلات الحل، بل أنه قد يسفر عن اندلاع حرب أهلية لا يعلم مداها أحد لكنها في المقابل ستكون حققت ما هو مطلوب منها، بعد أن أضحت الشرعية أكثر قرباً من معسكر الشر بدلاً من وجودها في صف التحالف العربي، وبالطبع فإن هناك إغراءات مالية وسياسية قدمتها البلدان الساعية لاستمرار الازمة اليمنية لتحقيق مصالحها وضمان بقاء الساحة مفتوحة على جميع الاحتمالات بما يساعد على استخدام الأبرياء كورقة ضغط تستخدمها وقتما تشاء.