الشرعية تخنق نفسها بحبال الحشد العسكري إلى شبوة وأبين
رأي المشهد العربي
تتمادى الشرعية في شد حبال المشنقة حول عنقها في أعقاب خداعها المستمر للتحالف العربي، بعد أن كشفت طائرات التحالف التي حلقت قبل أيام في المجال الجوي لمحافظتي شبوة وأبين أن الحشد العسكري من مأرب إلى الجنوب مازال مستمراً، ما يعني أنها وقعت بيد على ما أسمته "مصفوفة جديدة لاتفاق الرياض" بينما اليد الأخرى مستمرة في تأزيم الوضع في الجنوب وإفشال أي محاولة لتطبيق الاتفاق على الأرض.
قد لا تكون الشرعية مدركة أنها تخنق نفسها بتلك المراوغات لأنها كلما ذهبت إلى ارتكاب بذاءة جديدة كان ذلك بمثابة شد العقد أكثر وأكثر حول رقبتها، لأنها ستكون قد انكشفت تماما أمام المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي وتبذل جهوداً خارقة لإنجاح الاتفاق، وبالتالي فإن الشرعية قد تجد نفسها منبوذة من الرياض والمجتمع الدولي الداعم لاتفاق الرياض.
تلعب الشرعية على وتر تكثيف الضغط على التحالف العربي من خلال نسجها علاقات جديدة وقوية مع تركيا، وتستخدم هذا التحرك كأداة تساعدها على إنجاح مناوراتها وفي الوقت ذاته تضمن عدم خسارة التمويل الذي يأتي إليها، لأن أردوغان في تلك الحالة سيقدم الغالي والنفيس من أجل تنفيذ مؤامراته التي تهدف بالأساس لإفشال جهود التحالف العربي.
انتقال الشرعية بشكل مباشر إلى محور الشر التركي الإيراني القطري سيعود عليها بخسائر عدة لأن هذا التحالف أضحى منبوذا دولياً في الوقت الحالي على إثر حالة الوهن والضعف التي تعانيها طهران في أعقاب مقتل قاسم سليماني وتورطها في حادث الطائرة الأوكرانية، وبالتالي فإن الشرعية لن يكون في صالحها أن تخسر الرياض بشكل كامل وستحاول اللعب على جميع الحبال، غير أن ذلك سيعجل بسقوطها لا محالة.
خسرت الشرعية بالفعل كثيراً نتيجة تذبذب مواقفها الأخيرة أمام التحالف العربي الذي أدرك أنها ليست جادة في إنهاء الانقلاب الحوثي، تحديداً بعد أن فوت المجلس الانتقالي الجنوبي الفرصة عليها في محاولة تحميله مسؤولية فشل الاتفاق، إذ قدم كل ما يثبت التزامه بتطبيق الاتفاق على الأرض، وأن انكشاف الشرعية بتلك الطريقة سينعكس سلباً على مجمل الدعم الذي تتلقاه من التحالف مستقبلاً.