أنفاق حوثية أسفل نقاط المراقبة الأممية.. مليشياتٌ لا تخشى العقاب
"من آمن العقاب، ارتكب كل انتهاك".. مقولةٌ أصبحت تليق على الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، دون أن يتدخّل المجتمع الدولي بإجراءات تردع الانقلابيين عن ارتكاب هذه الجرائم.
ففي جريمة حوثية جديدة برهنت على أنّ المليشيات لا تخشى العقاب من المجتمع الدولي، أقدم الحوثيون على حفر أنفاق وخنادق في منطقة كيلو 16، شرق مدينة الحديدة.
وتقع الخنادق الحوثية، في مناطق تحت مراقبة نقاط الارتباط التي تشرف عليها للجنة الرقابة الأممية.
وكشف لقطات مصورة عن أعمال حفر أنفاق امتدت لمسافات طويلة داخل مزارع المواطنين وصولاً إلى المنازل والمؤسسات العامة والخاصة وفي الطرقات الرئيسية وبمحاذاتها.
كما حفرت عناصر المليشيات الإرهابية، عددا من الخنادق والتحصينات الجديدة للتمركز فيها.
وتواصل مليشيا الحوثي التصعيد، في المناطق التي تقع تحت مراقبة نقاط الإرتباط، بأطراف مدينة محافظة الحديدة.
هذه الممارسات الإرهابية من قِبل المليشيات الحوثية تبرهن على أنّ هذا الفصيل الموالي لإيران لا يمكن أن يسير في طريق السلام، وأن تعمل على إطالة أمد الحرب لأقصى حد ممكن من أجل تكبيد المدنيين كثيرًا من الأعباء الفادحة، بما يضمن للمليشيات فرض سيطرتها الغاشمة على هذه المناطق.
وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ أربعة ملايين طفل وُلِدوا منذ بداية الحرب، في الوقت الذي تمّ تسجيل 51% فقط من المرافق الصحية التي ما زالت قيد العمل.
ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
ومع تعدُّد التقارير الدولية التي بيَّنت حجم المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، يظل المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
ويمكن القول إنّ الدور الأممي يقتصر على بيانات يُقال إنّه لا تساوي قيمة الحبر الذي تُكتب به، كونها لا تؤدي إلى أي تغييرات جذرية على الأرض، لا سيّما فيما يتعلق بردع المليشيات الحوثية وإجبارها على الانخراط في طريق السلام.